۳۴۳مشاهدات
جبهة عرسال لاستهداف الجيش وإنجازات الجيش فكّكت خلايا الإرهاب ومعركة حزب الله الاستراتيجيّة في يبرود قضت على أوكاره ومصانع تفجيراته
رمز الخبر: ۲۴۷۹۷
تأريخ النشر: 29 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : يُجمع كثير من المراقبين، على ان العام 2014، حمل الى اللبنانيين من الملفات الامنية الساخنة، ما جعلهم مُثقلين بحال اللا استقرار، كأنها الدوامة التي لا تُفضي الى الامان والاستقرار، فحجم الملفات الامنية التي فرضت نفسها بقوة على الساحة اللبنانية كان اكبر مما يمكن ان يتحمله بلد محكوم للفراغ والضياع والتخبط والتأزم، بلد تحكمه طبقة سياسية متصارعة في كل الملفات، لكنها متوافقة على حماية مصالح الطوائف والمذاهب، كأولوية «وطنية»، التفريط بها من المحرمات.
وقد تزاحمت الملفات الامنية الشائكة والساخنة، في ظل حال من التأزم داخل النظام السياسي ومؤسساته، فالفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ما زال قائما منذ 25 أيار الماضي، والتمديد للمجلس النيابي، الذي مُرّر بعجل وبهدوء، ربما ينتظر تمديدا آخر، والانقسام الحاد في اوجّه بين معسكري 8 آذار و14 آذار، وهو انقسام لا يمكن لحوار سني ـ شيعي او «مشروع» حوار ماروني ـ ماروني، ان يحد من تأثيراته، كل ذلك اطاح بان يكون ملف مواجهة الارهاب، اولوية لا تتقدم عليه اولوية اخرى.
ولعل اخطر ما حمله العام 2014 للبنان، التداعيات الخطيرة القادمة من الحرب الدائرة في سوريا منذ ما يقرب على الاربع سنوات، وحجم النزوج الجماعي الى لبنان، وخربطة «الديموغرافيا» اللبنانية، واختلال المعادلة الطائفية القائمة، وانقلابها رأسا على عقب، في ظل حركة طائفة هنا، واستنفار طائفة هناك، ومشاركة طائفة في المعارك العسكرية للحد من حجم هذه التداعيات، وبخاصة الامنية منها.
وبرأي جهات مراقبة، فان ملفات خطيرة، اندرجت في لائحة الملفات الامنية الساخنة التي سجلت في لبنان، خلال العام 2014 :
الجرود.. لاستهداف لبنان وجيشه
جبهة جرود عرسال وملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى القوى الارهابية في «داعش» و«جبهة النصرة»: وهذا الملف الذي ما زال يسيطر بقوة على المشهد اللبناني، بشقيه السياسي والامني، منذ الاول من آب ( عيد الجيش)، وتعرض مراكز ومواقع الجيش اللبناني لهجوم مسلح من المجموعات الارهابية المتمركزة داخل بلدة عرسال وفي جرودها، متذرعة باعتقال الارهابي احمد جمعة من قبل استخبارات الجيش اللبناني، علما ان التقارير العسكرية للجيش تحدثت عن تحضيرات واسعة اجرتها القوى الارهابية، قبل موعد الهجوم، الذي خطط فيه المهاجمون لاعتقال عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لممارسات ضغوطات امنية على لبنان، وهو ما يحصل اليوم.
وجرح نازف .. في طرابلس
الملف الامني في طرابلس: فمع كل توتر سياسي داخلي في لبنان، كانت جبهة باب التبانة ـ جبل محسن تتحرك، متزامنة مع تفجيرات امنية طالت اماكن عبادة، واسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وقد طُويت هذه الصفحة، مع الخطة الامنية المحكمة التي نفذتها وحدات الجيش اللبناني، والتي اثمرت عن الغاء المحاور العسكرية وتوقيف قادتها وزجهم في السجون، ومعهم رموز دينية اثبتت تورطها في الانخراط في تنظيمات ارهابية، وفرار مناصرين لـ «داعش» و«جبهة النصرة»الى جهة مجهولة ومنهم شادي المولوي واسامة عزام، بعد ان كانت طرابلس، قبل الخطة الامنية، ساحة للتحريض وللاعتصامات وقطع الطرقات واقامة اللقاءات التصامنية مع التنظيمات الارهابية ورفع اعلامها في المساجد وفي الساحات العامة، والتطاول على الجيش اللبناني والتحريض عليه، وقيام مجموعات ارهابية بالقاء قنابل وقذائف صاروخية على جنوده والياته وحواجزه .
العام الدموي .. تفجيرات ارهابية
ويمكن وصف العام 2014، بـ «العام الدموي» على اللبنانيين، بعد ان سجل العديد من الحوادث الامنية، التي اتسمت بطابعها الارهابي ـ التكفيري، سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق معروفة بولاء جمهورها لـ «حزب الله»، والمستشارية الثقافية الايرانية، اضافة الى استهداف حواجز الجيش اللبناني، التي شكلت سدا منيعا للعديد من محاولات التفجير، ومنها ما جرى عند حاجز الجيش في جسر العاصي، حيث تصدى جنود الجيش لارهابي انتحاري حاول اجتياز الحاجز، وسجلت انفجارات في حارة حريك والمستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة في بئر حسن وفي الشويفات والبقاع الشمالي في الهرمل وجسر العاصي والنبي عثمان.
انجازات للجيش اللبناني
ووفق ما ترى الاوساط، فان الجيش اللبناني كان بمستوى التحديات، لمواجهة المخاطر الامنية التي سيطرت على البلد، وان كانت ضغوط سياسية، قد حالت ان يكون قادرا على المبادرة ميدانيا لحسم الوضع عسكريا، مع موانع ذاتية تتعلق بالتجهيزات والاحتياجات العسكرية التي تمكنه من القيام بدوره كاملا، وقد طغى ملف تسليح الجيش اللبناني على ما عداه من اهتمامات في الساحة السياسية، وان كانت كل الهبات التي جرت احتفالات من اجلها، لم يظهر طيفها حتى الان.
وسجل الجيش اللبناني نجاحات كبيرة في حملته العسكرية، التي شملت اكثر من منطقة، لمواكبة الهجوم المقنع للقوى الارهابية، من خلال تغلغل خلاياها في عمق المناطق اللبنانية، والقيام بتفجيرات في مناطق غير متوقعة، وقد لجأ الارهابيون الى استخدام فنادق العاصمة، للانطلاق بهجماتهم الارهابية، كما حصل في فندق دو روي في منطقة الروشة وفي فندق نابليون في الحمرا، وقد تمكنت وحداته، ومعه الامن العام وقوى الامن الداخلي، من احباط العديد من عمليات التفجير، وتم توقيف شبكات عديدة للقوى الارهابية كانت موزعة في معظم المناطق اللبنانية، ومنهم متورطون في تنفيذ عمليات ارهابية .
واذ شكل وجود اكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري، ينتشرون في معظم المناطق اللبنانية، بطريقة عشوائية، ازمة اجتماعية وحياتية، الا انها شكلت لدى مختلف الاوساط، هاجسا امنيا، استدعت حملة اجراءات استباقية نفذها العديد من القوى الامنية مع الجيش اللبناني، واظهرت هذه الحملة تغلغل اعداد كبيرة من المنتمين الى تنظيمات ارهابية وتكفيرية، في اوساط النازحين، واتخذت من بعض التجمعات والمخيمات الصغيرة العشوائية، ستارا امنيا لتغطية وجودهم وتحركهم بين المناطق، وقد ظهرت اسماء لكبار الارهابيين كانوا داخل هذه التجمعات، وقد زاد من حال الاستنفار التي سادت، جراء وجود ارهابيين داخل التجمعات، ما جرى في عرسال، حيث اكدت التقارير الامنية التي اعدها الجيش اللبناني عن الهجوم الارهابي على مراكزه في عرسال، ان المهاجمين انطلقوا في هجماتهم من خيم النازحين في البلدة، وان عشرات المقاتلين خرجوا باسلحتهم من خيم النازحين وراحوا يطلقون النار على مراكز الجيش .
معركة حزب الله في القلمون ـ يبرود .. قضت على «معقل» الارهاب
وتؤكد الجهات ، ان حجم المخاطر التي «صدّرتها» القوى الارهابية الى لبنان، كان سيكون اكبر بكثير، لولا ما حملته «المعركة الاستراتيجية»، وفق التمسية التي يطلقها «حزب الله»، على معركة القلمون السورية التي خاضها ضد القوى الارهابية، من تأثيرات مباشرة على الواقع الامني اللبناني، الذي اهتزّ مرات، في تفجيرات ارهابية، هذه المعركة، شكلت منعطفا هاما في محاصرة الارهاب وشل قدرته على التحرك في الداخل اللبناني، من خلال ملاحقته في «عقر داره»، ولعله الانجاز الاهم لـ «حزب الله»، منذ العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006، والتي انتهت بانتصار مدو للمقاومة وهزيمة مزلزلة للاحتلال . ففي آذار الماضي، شكلت معركة القلمون ـــ يبرود علامة بارزة في الخارطة العسكرية في الداخل السوري، وهي كانت من منظار «حزب الله» الهجوم الاستباقي لمنع تعزيز النفوذ العسكري للقوى الارهابية في المنطقة، تكون فيه قادرة على استهداف الاراضي اللبنانية، كما هو حاصل في جرود عرسال، التي لم تصل المعركة اليها بعد، من الجانب السوري او من الجانب اللبناني، باستثناء مناوشات وهجمات قصيرة ومحدودة الاهداف .
وتقول الاوساط نفسها .. اذا تم التدقيق لمجمل الاهداف العسكرية التي حققها «حزب الله» في القلمون، فانها توازي باهميتها الكثير مما كان يُنتظر، واهمها محاصرة العمليات الارهابية التي تستهدف الداخل اللبناني بتفجيرات في سيارات مفخخة وانتحاريين، فضلا عن حصر الرقعة الجغرافية التي كانت تتمدد فيها القوى الارهابية، سيما في المناطق الحدودية مع سوريا، وتدمير معامل العبوات والاحزمة الناسفة ومستودعات السيارات المفخخة، والمصدّرة للموت الجماعي ضد الجيش اللبناني، وضد المناطق التي تشكل معاقل لشعبيته ومناصريه، وتضييق والغاء خطوط الامداد للمجموعات الارهابية ومحاصرتهم في الجرود.
المصدر : الديار
رایکم