۲۹۰مشاهدات
النائب وليد جنبلاط محكوم بالدوران في مرحلة الفراغ السياسي على طريقة لعبة «اليويو» للاستمرار، فالتوقف عن الدوران يعني السقوط الحتمي.
رمز الخبر: ۲۴۵۵۸
تأريخ النشر: 25 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : الا ان الاوساط المواكبة لايقاعه السياسي تعترف له ببعد النظر وان كان استشرافه للامور لا يخفي مكيافيلية على غرار الطبقة السياسية الحاكمة والمتحكمة بالبلد، فكيف اذا كان الامر يتعلق بمصير الطائفة الدرزية ومصيره الشخصي في زمن العواصف الكبرى التي تغطي رمالها الافق، فالزمن رديء و«الثورة» التي راهن عليها الزعيم الدرزي في سوريا لم تنتج الا المصائب وفي طليعتها «داعش» و«النصرة» حيث بات يترحم على زمن الوصاية التي اعلن الحرب عليها اثر عملية التمديد للرئيس السابق اميل لحود.

وتضيف الاوساط انه منذ العام 2000 بدأ سيد المختارة بالقتال التراجعي مع ولاة عنجر لا سيما مع رئاسة رستم غزالة لجهاز الامن والاستطلاع والذي لم يكن وداً لابي تيمور الذي كانت خطوطه العسكرية رحبة في زياراته الدمشقية ولقاءاته مع من هم اعلى شأنا ومركزاً من والي عنجر ما حصنه من مواجهات كارثية معه، سرعان ما انفجرت الامور بين الرجلين على خلفية التمديد للرئيس اميل لحود الذي كانت تربطه به في تلك المرحلة علاقة قاتمة وثقيلة، فجنبلاط لم يغفر للحود اقتلاع تمثال والده الراحل كمال جنبلاط من قصر بيت الدين كما لم يغفر لحكم الوصاية اغتيال والده وفق اتهامه له، وربما ثأر له من خلال انشاء المحكمة الخاصة بلبنان التي بدأت جلساتها، فلا فرق لديه تأخر الثأر ام تقدم فهو يؤمن بأن الثأر طبق يؤكل بارداً.

وتضيف الاوساط لقد فاجأ ما سمي «بالربيع العربي» جنبلاط قبل ان ينقلب على صانعيه واللاعبين بنيرانه. وكانت علاقته المرممة حديثاً في تلك المرحلة مع دمشق لا تزال طرية، الا ان استشرافه للامور وما جمع لديه من معلومات جعلته يتريث في اتخاذ موقف حيال المجريات في سوريا لا سيما وان دروز جبل العرب يقاتلون الى جانب النظام وربما آثر الحياد لولا العتب الذي سمعه على لسان المعارضة الدرزية مها الاطرش، فاضطر الى اعلانه الوقوف الى جانب المعارضة السورية ليرفع منسوب مواقفه التي وصلت الى حد اهدار دم الدروز الذين يقاتلون في صفوف الجيش السوري، ولكن موقفه ذلك لم يعفه من تكثيف قنوات الاتصال «بالجيش السوري الحر» لتأمين ممرات آمنة لدروز جبل العرب فمصلحة الطائفة لديه فوق كل اعتبار وهذا ما دفعه الى تكريس التوافق الدرزي الاستثنائي مع المير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في لعبة تقاسم ادوار لم تعرفها اية طائفة من الطوائف فلا يضيره ان يكون ارسلان ووهاب من داعمي النظام كما لا يضير الرجلان موقفه المعادي لدمشق فثمة قاسم مشترك بين الفرسان الثلاثة ينحصر في حماية الدروز في سوريا ولبنان واماكن تواجدهم في المنطقة.

وتقول الاوساط ان المعلومات المتوافرة لدى زعيم المختارة تشير الى ان الاحداث في سوريا لن تنتهي في الامد المنظور وان المنطقة برمتها تندفع نحو التقسيم او الفيدراليات المتناحرة من خلال تقاطع مصالح الامم والقلق الغربي من ارتداد الارهاب عليها، وان مصير الاقليات مهدّد اضافة الى ان النار «الداعشية» وفدت الى الساحة المحلية عبر ملف العسكريين المخطوفين وبينهم 6 عناصر من الدروز، وسط فوضى عارمة وارباكات احاطت هذا الملف، ما دفع بالزعيم الاشتراكي الى مقاربته بتكليف وزير الصحة وائل ابو فاعور كون معلومات وصلت اليه تشير الى ان اهالي العسكريين الدروز سيثأرون اذا تمت تصفية احد ابنائهم، وبدوره تواصل ابو فاعور مع مصطفى الحجيري «ابو طاقية» ومن ثم مع احمد الفليطي الوسيط المقبول من «داعش» وسط كثير من الغموض والاسئلة فكيف يحرك جنبلاط ملف التفاوض مع الخاطفين في الوقت الذي تلقى تهديداً منهم ما يزيد الغموض الذي يحيط هذا الملف الذي كثر فيه الطباخون من «هيئة العلماء المسلمين» التي حاولت انتزاع دور لها رفضه التكفيريون، اضافة الى دخول «ابو طاقية» في مرحلة سابقة في المفاوضات مروراً بالشيخ وسام المصري وصولاً الى الفليطي.

وترى الاوساط ان جنبلاط الذي فوجئ بارباك السلطات قرّر التحرك مهما كلفه الامر وفق مقولة «انا الدولة والدولة انا» على خلفية ابقاء الدروز على الحياد لان ثأرهم في حال وقع المحظور قد ينسف عملية السلم الاهلي برمتها ويعيد عقارب الساعة الى الوراء في وقت يسعى فيه «تيار المستقبل» و«حزب الله» الى الالتفاف حول طاولة الحوار في عين التينة، فهل اعلان جنبلاط على احدى الشاشات منذ فترة وجيزة ان «النصرة» ليست ارهاباً وان «داعش» «ظاهرة تملأ الفراغ» ورقة استباقية «لتنظيم الخلاف» معها على غرار علاقته «بحزب الله» في وقت ان لا مجال لتقبل التكفيريين اي طرف لا يخضع لعقيدتهم، فما دونهم كفار يحلل ذبحهم.
المصدر : الديار
رایکم