۳۸۳مشاهدات
مع أزوف عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية ترتدي المناطق اللبنانية كالعادة حلة قشيبة، لكن ما حضّره اللبنانيون هذا العام كان مختلفاً لا بل متميزاً. فمظاهر الزينة تنسحب على مختلف المناطق اللبنانية، لتصهر قوس قزح العائلة اللبنانية في قالب بهجة وفرح,
رمز الخبر: ۲۴۵۳۳
تأريخ النشر: 24 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : تأكيداً على أهمية العيش المشترك ونبذاً للعنف والتطرف والتفرقة المذهبية والأفكار التكفيرية، كانت البداية مطلع الشهر الحالي بترنيم أطفال جمعية المبرات الخيرية الإسلامية ترانيم الميلاد في بلدة ضهور الشوير التابعة لقضاء المتن في جبل لبنان، حيث رّتل القرآن في كنيسة "المخلص" وصدحت حناجر أطفال المبرات بتواشيح الميلاد.  

 وها هي "كنيسة بيت لحم" تتجسّد في دير المخلّص في بلدة جون في إقليم الخرّوب في منطقة جبل لبنان - الشوف عبر مغارة تعتبر الأكبر في لبنان والشرق الأوسط وهي تحاكي مغارة بيت لحم على هيئة مصغّرة. تتكون من مغارة كبيرة مساحتها 1200 متر مربّع مؤلفة من ثلاثة أقبية حجرية واسعة تفصلها عقود قديمة، طول كل قبو 30 متراً وعرضه 4 أمتار وارتفاعه يتراوح بين متر ونصف المتر وثلاثm أمتار ونصف المتر.

عندما تطأ قدماك المكان تشعر بدعّة وسكينة، خاصة مع تناهي قرع أجراس كنيسة دير المخلص الأثري الضارب في القدم ليشنّف أذنيك ويدعوك إلى الخشوع.

وهذه الاقبية التي تحوّلت إلى مغارة كانت في الأساس مساكن لبطاركة الروم الكاثوليك تم اكتشافها في العام 1723 قبل أن تتواصل أعمال الحفر والتوسيع فيها أخيراً. وإذا كانت فعالية هذه المغارة تنظّم للسنة الرابعة على التوالي، لكنها هذا العام كانت أضخم، خصوصاً وأنها جسّدت مغارة بيت لحم في فلسطين المحتلة والتي يمنع الاحتلال الإسرائيلي المصلين من الوصول اليها للإحتفال بالعيد، كما أنها جمعت لدى افتتاحها تحت شعار "أنت مهم بالنسبة إليّ" العائلات الروحية اللبنانية في جبل لبنان والجنوب.

ترفل المناطق اللبنانية بحلل الأعياد رغم هيمنة شبح الأزمة السورية والإرهاب على لبنان وجنود لبنانيين مختطفين في جرود بلدة عرسال البقاعية منذ خمسة أشهر، ناهيكم عن تردي الوضع الإقتصادي، لكن اللبنانيين لا يلوون على شىء. وها هم يضيئون الزينة ويرفعون أشجار الميلاد في ساحات المدن والبلدات من أقصى الجنوب اللبناني إلى أقصى الشمال حيث ارتفعت الشجرة العائمة في بحيرة بنشعي الاصطناعية، مرورا بالعاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية والبقاع وجبل لبنان. 

واللافت هذا العام اختيار صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية شجرة الميلاد في مدينة جبيل اللبنانية الساحلية الواقعة في محافظة جبل لبان كثاني أجمل شجرة بعد تلك الموجودة في مدينة "ريو دي جينيرو" البرازيلية. 

صعوبة كبيرة يلاقيها الزائر لمدينة جبيل حيث تغصّ الطرقات المؤدية إلى المدينة بالسيارات القادمة من كل لبنان.

لا شك بأن المشهدية "البانورامية" تستحق عناء الزيارة، فارتفاع الشجرة يربو على 30 متراً بينما يتعدى عرضها 12 متراً، علماً بأنها مغطاة بـ 2,500 ورقة من الحديد المطلي باللون الذهبي، وما يسحر الألباب في الداخل هو المشهد الضوئي الذي تحف به الرسومات الزرقاء المعبّرة عن الميلاد.

وتتميّز زينة مدينة جبيل هذه السنة بتجسيدها مشاهد عدة من ميلاد السيد المسيح من خلال تصاميم مؤلفة من طبقات متعددة الأشكال أهمها في سوق جبيل الرئيسي وفي داخل ساحة شجرة الميلاد الرئيسية. 

وفي كل هذه "الخفقة" الميلادية يتحضّر منزل "بابا نويل" في زغرتا شمال لبنان لدخول كتاب "غينيس" للأرقام القياسية. 

وترتسم الضحكة على محيا السيد شادي الشامي وزوجته، إذ يستقبلان الضيوف الذين يقصدون هذا المنزل منذ أسابيع، وهما مهتمان بنقل الملف إلى دبي لمتابعة مسألة دخوله إلى موسوعة "غينيس". 

حوالى 300 ألف لمبة استخدمت لإضاءة المنزل من كل جوانبه إضافة إلى عدد المجسمات والأشكال رائعة الجمال المستخدمة فيه.ويعبّر الشامي عن فرحه بهذا العمل رغم كلفته الباهظة، وينتظر أن يترجم جهده بهذا الرقم العالمي قريباً، خاصة وأن مئات الزوار يتوافدون يومياً من كافة المناطق اللبنانية لإلقاء نظرة والتقاط الصور إما إلى جانب "بابا نويل"، أو في حديقة المنزل بجوار المغارة أو في الباحة الخارجية التي ازدانت بأجمل المجسّمات المضاءة والمتحركة.
وأخيراً وليس آخراً، أمست شتلة "البوينسيتيا" القرمزية الحمراء التي اقترن اسمها بهذا العيد والتي تعود للقرن السادس الميلادي... من إنتاج لبناني.

فالمزارع مصطفى حيدر الذي درس في الجامعة الأميركية في بيروت، يعمل على زراعة بذور هذه الشتلة منذ شهر حزيران/ يونيو في منطقة سبلين الساحلية اللبنانية، وينكّب على العناية بها لتكون في شهر كانون الأول/ ديسمبر في الأسواق اللبنانية، مسجّلاً بذلك إنجازاً مهماً في إنبات هذه الشتلة المرتبطة بأعياد الميلاد ورأس السنة في هذا البلد المشرقيّ (أصولها من المكسيك في القارة الأميركية اللاتينية)... تمهيداً لتوسيع هذه الزراعة لتغطي السوق اللبناني وتصديرها إلى دول العالم مستقبلاً.

ويعتقد البعض ان أوراق الشتلة التي تشبه النجمة تدلّ على نجمة المغارة التي ولد فيها السيّد المسيح عليه السلام.
المصدر : الميادين
رایکم
آخرالاخبار