۵۳۶مشاهدات
رمز الخبر: ۲۴۳۹
تأريخ النشر: 04 January 2011
شبکة تابناک الأخبارية: سالت احد كبار صانعي السياسة في ايران يوما كيف سيكون موقف بلاده لو دار الامر ان يطلب منه الوقوف مع الغرب في ما يسمى بالصراع العربي (الاسرائيلي) من اجل المصلحة القومية الايرانية او ان يقف مع العرب في هذا الصراع حتى لو تضررت المصلحة القومية الايرانية؟

لم يتردد المسؤول الايراني الكبير يومها في القول بان موقف بلاده في المبدأ لن يكون الا مع العرب في اي صراع بينهم وبين الغرب الداعم للصهاينة, لكنه اضاف جملة ربما نفهمها اليوم اكثر مما سبق من الايام قائلا: "لكن اخوانك العرب احيانا لا يتركون لنا حيزا واسعا للاختيار بينهم وبين اقرانهم الغربيين لشدة ما يلتصقون بالموقف الغربي على حساب القضية العادلة المشتركة بيننا وبينهم".

كان الزمن البتة يومها زمن ما بات يعرف فيما بعد ب"المبادرة العربية للسلام" او ما اصطلح البعض على تسميته وقتها ب"الهرولة الساخنة" مقابل "السلام البارد" الذي كانت تبادلهم به دويلة الكيان الصهيوني وكان الخوف ان يقدم الغرب المخادع على نصف خطوة يشتري فيها ثقة العرب بدوره "الوسيط" ونصف اخرى يبيع فيها فلسطين فيقع العرب في فخ هذا الغرب المحتال ويصلح الايراني في حيص بيص , ما قد يفضي الى احراجه ومن ثم اخراجه من دائرة التأثير على موازين الصراع حول القضية المركزية .

راحت الايام وتسارعت الاحداث وصار الزمن غير الزمن وبعد كل الذي حصل بين الغرب واهلنا العرب والمسلمين في المنطقة , فاذا باخواننا العرب وحسب كثير من الوقائع والقرائن – وبغض النظر عن الاهداف الحقيقية من وراء تسريب وثائق ويكيليكس – تراهم وكأنهم اصبحوا بالفعل ملتصقين بالموقف الغربي ليس فقط تجاه القضية المركزية بل ومن الموقف من ايران ايضا الا من رحم ربي.

مصطلح العرب هنا المقصود به النظام العربي بالطبع وليس الرأي العام العربي مطلقا فذاك له شأن آخر ولا غبار على موقفه العام لا في قضية فلسطين ولا في قضية صراع الغرب مع ايران نقول هذا حتى لا يلعبن احدا على وتر الصراعات والفتن العرقية والطائفية والمذهبية المتنقلة التي تنفخ فيها ابواق فيلتمان واشكنازي وبطاناتهم في بعض عواصم العرب والعجم .

الاسئلة المحيرة الآن امام جماهير العرب كما امام جماهير ايران كما امام جماهير المسلمين ,هو الم يحن الوقت الذي يكتشف فيه النظام العربي من هو صديقه ومن هو عدوه او خصمه في وقت الشدة ؟!

الم يعتبروا من تجربة نظام الشاه الايراني ؟
الا يروا ماذا يحصل مع النظام التركي ؟

واخيرا وليس آخرا الا يروا ماذا يحصل لهم مع هذا النظام الغربي المتعالي والمتعجرف والذي اطلق عليهم ماكينة ويكيليكس لتبيع اسرارهم في سوق النخاسة الدولية ؟

ثمة من يروج بالطبع الى مايسميه جزافا بمفاوضات ايرانية غربية لاجل عقد صفقة ما لصالح النووي قد تكون على حساب العرب , ويبرر التصاقه بالموقف الغربي من النووي الايراني بمثابة "هرولة" ذكية قبل فوات الاوان , ناسيا او متناسيا بان مثل هذا من رابع المستحيلات مع ايران التي لن تستطيع اخراج فلسطين من عقيدتها الدفاعية حتى لو اعطيت القنبلة النووية , وهو ما تم عرضه على ايران بادبيات ولهحات متفاوتة على امتداد العقود الثلاثة الماضية وكان الجواب دوما هيهات منا ذلك.

ومع ذلك ثمة من يعتقد ان ضوءا ما في آخر نفق الظلام الدولي يمكن ان ينقذ النظام العربي الرسمي من الورطة التي يعيشها , وهو ان يشهر سيفه على هذا الظلم والاجحاف الاجنبي بحق قضايانا العادلة ويعلن كفره بما يسمى بالعدالة الدولية الكاذبة والمخادعة والمراوغة والتي بات ينطبق عليها بيت الشعر العربي الشهير :
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

نقول هذا ونحن نستنكر كل قتل لاي نفس بريئة , نقول هذا ونحن مطمئنون الى ان من قتل الحريري وقتل سائر رموز السياسة في لبنان انما هم العملاء الصغار التابعين للموساد والمخابرات المركزية الامريكية تماما كما من قتل ولغم وفخخ في بغداد وكابول والموصل والاسكندرية وسائر مدن الشرق من اجل ان يلعب الغرب المتعالي والمتجبر والمخادع والمخاتل على وتر الفتن المتنقلة ترسيخا لنظريته القديمة المتجددة : " فرق تسد " .

فهل يستيقظ من لا يزال مغشوشا من العرب بعدالة امريكا وما يسمى بالمجتمع الدولي المخطوف من جانب محور واشنطن – تل ابيب ؟!
ثمة بصيص امل كما يقول لنا بعض الساسة العرب الاحرار وفي مقدمتهم ابطال فلسطين ولبنان وسوريا من رموز جبهة المقاومة والممانعة , في معادلة سموها بمعادلة السين سين !
وثمة بصيص امل آخر يتردد صداه او شعاعه في طهران يشير او يدل على استيقاظ البعض مما يسمى بمعسكر الاعتدال ينبئ بزيارات يقال انها قريبة لعبد الله الاول عاهل السعودية وعبد الله الثاني عاهل الاردن الى العاصمة الايرانية او زبارة للرئيس احمدي نجاد الى عاصمتي البلدين الشقيقين بهدف وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق اقليمي – نصف دولي يغطي معادلة السين سين العربية الحامية لاستقرار لبنان و الهادفة اساسا لابعاد شبح الفتنة والحرب الاهلية عنه .

فهل تصدق توقعات اصحاب الامل وتكبر معادلة الاسد - نجاد العربية الاسلامية لحماية المشرق وتصبح بحارهما الخمسة ستة وسبعة الى ان تصبح محيطا آمنا يجرف ما تبقى من اوهام الرهان على عدو الامة وعدو الانسانية الذي دس خنجره الصهيوني في قلب جسمنا النازف منذ ما يزيد على القرن من الزمان ؟!ايران السيد القائد الامام الخامنئي وايران احمدي نجاد وايران امة الامام الوفية لقيمها واهدافها وشعائرها وشعورها وعقلها وقلبها الذي ينبض في بيت المقدس واكناف بيت المقدس تقول : نعم الامل كبير بقرب حصول التحول المنتظر في صفوف الامة وما النصر الا صبر ربع ساعة .
رایکم
آخرالاخبار