۵۱۱مشاهدات
رمز الخبر: ۲۴۲۴۶
تأريخ النشر: 16 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: المعجزة هي خرق العادة او الطبيعة ، تعالوا لننظر كم من قوانين الطبيعة قد خرقت قضية الامام الحسين عليه السلام؟

الخرق الاول لقانون الطبيعة الذي احدثته قضية الامام الحسين عليه السلام هي انها لازالت حية ولازالت طرية برغم محاربتها من قبل الحكومات الجائرة وطواغيت العصر لمئات الاعوام وبالحسابات المادية فإن هذه القضية كان المفروض ان تكون من القضايا المعدومة والمنسية، وهناك مئات القضايا التاريخية التي دثرت ولاتعرف البشرية لها ذكراً.

وقد بذل الطغاة موارد هائلة من اجل اسكات صوت كربلاء وطمس معالم القضية، وعلاوة على ذلك هم لم يسمحوا للشيعة بإقامة مراسم العزاء بهذه المصيبة العظمى، وكان الشيعة في تلك الازمنة يستعملون التقية لإخفاء هويتهم العقائدية حتى لايعتقلوا او يذبحوا على يد الحكومات الجائرة، فهم لم يتمكنوا من إقامة مراسم العزاء بشكل علني، لكن الحسين عليه السلام بقى وقضيته استمرت بالرغم من الحرب المعلنة ضده منذ ذلك الزمان وحتى اليوم.

الخرق الثاني لقانون الطبيعة هو ان الامام الحسين عليه السلام لايزال يصنع التاريخ ويحارب الظلم والطغيان ويطيح برؤوس المتجبرين بالرغم من مرور اكثر من الف وثلاثمئة وست وثلاثين عاماً على شهادته، ابحثوا في التاريخ الاسلامي ستجدون ان الحسين عليه السلام هو المحرك الرئيسي لمعظم الثورات التي حدثت في بلادنا العربية والاسلامية.

وفكرة الثورة هي بالذات فكرة شيعية بمعنى انها مقتبسة من الفكر الامامي الذي يرفض الظلم والطغيان ولو تم تشريح كلمة الرافضة سياسياً لوجدتم انها مرتبطة بمعنى الرفض الشيعي للظلم، فالعرق الحسيني ينبض في وجدان الشيعة ولذا هم ينفرون للجهاد والثورة عندما يرون الطاغية يعبث بامور المسلمين، وقد انطلقت المزيد من الثورات في العالم الاسلامي نتيجة للتحرك الشيعي ابتداء من ثورة التوابين وثورة المختار ووصولا بثورة زيد بن علي وانتهاء بثورة العشرين في العراق وأخيراً الثورة الاسلامية في ايران وانتفاضة شعبان في العراق ولو سالت قادة هذه الثورات لقالوا لك بأننا تعلمنا دروس الثورة من الامام الحسين عليه السلام.

فالامام الحسين عليه السلام لم يمت وهو لايزال يطيح برؤوس اعدائه واعداء الفقراء والمساكين ولذا تجدون ان الطغاة هم على عداء دائم مع الامام الحسين ويحاولون بشتى الصور ان يطمروا ذكره ويدمروا مرقده وهذا هو مايفعله اليوم طغاة العصر من ابناء داعش الذين اعلنوا صراحة حربهم للامام الحسين عليه السلام ولضريحه ولشعائره لانها هي التي تستنهض همم الاطبطال للدفاع عن كرامة البلاد وشرفها.

وكانت الدولة العراقية على وشك الانهيار وحكومة بغداد على وشك السقوط لكن العرق الحسيني النابض في قلوب الشيعة لم يسمح  للدواعش بان يتمددوا مرة اخرى واوقفوهم عند حدودهم لانهم عندما يصلون الى المحطة الشيعية يدركون انهم وصلوا الى محطة العزة والكرامة وهم لايستطيعون ان يتجاوزوا هذه المحطة.

الخرق الآخر الذي احدثته قضية الامام الحسين عليه السلام هي انها جعلت من تربة قبر الامام تربة خالدة، ولذا تجدون ان الموالين والعرفاء هم مستعدون لأن يقدموا الغالي والنفيس من اجل الحصول على تربة قبر الامام الحسين عليه السلام لأنه فيها الشفاء المادي والروحي.

أما المعاجز التي تحدث عادة عند قبة الامام الحسين عليه السلام من قبيل إشفاء المريض الذي لاعلاج له كإرجاع البصر لمن فقده أو إعادة القدرة على السير للمشلول أوإشفاء مريض السرطان فهي من المعاجز التي  لاعد لها ولاحصر وقد اعترف بوقوعها من لاينتمي للمذهب الشيعي ولايعتقد بإمامة الحسين مثل المؤرخ العراقي العلماني الشهير علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، فهو حتى وإن فسر المعاجز التي حدثت عند اضرحة الائمة بتفسيرات مادية لانقبلها لكنه أقر بوقوع تلك المعاجز وهذا هو مايهمنا في الامر.

الخرق المهم الذي يحدث هذه الايام هو زيارة الاربعين التي يؤديها اكثر من واحد عشرين مليون زائر للامام الحسين عليه السلام ولو تحدثت الى انسان عاقل جميع تفاصيل ما يحدث في زيارة الاربعين وقلت له بأنها زيارة عفوية ولاتدار من مؤسسة حكومية  فإنه لن يصدق ذلك؟!

الحكومة السعودية وبرغم من كل ماتجنيه من اموال في موسم الحج ومالديها من اموال النفط لكنها مع ذلك تواجه مشاكل كبيرة في إدارة هذا الحجم الصغير من الحجاج الذي لايبلغ حتى ربع تعداد زوار الاربعين وفي كل عام تحدث هناك مجزرة او حادثة تؤدي الى مقتل العشرات من الحجاج راجعوا تاريخ الحج للسنوات الماضية ستجدون انه في كل موسم هناك حادثة وقعت للحجاج وتسببت بمقتل العشرات منهم ، بينما زيارة كربلاء المقدسة تستضيف اكثر من واحد وعشرين مليون زائر دون وقوع حوادث!

ليس هذا فقط وإنما الامام الحسين عليه السلام هو الحافظ لهذه الجموع فإن مانسمعه من المحاولات لاحفاد يزيد لتفجير طريق الزوار والقاء القنابل عليهم فإنه يتوجب سقوط الآلاف منهم  بين قتيل وجريح لكن الله قد اعماهم واضل قلوبهم لذا هم يرمون في سراب.

نحن لانقول بانه في هذه الطريق لايستشهد لنا اشخاص بل نعتقد بان الامام الحسين وفي كل عام يصطفي من هؤلاء الناس زمرة يأخذهم معه الى جنة الخلد في تفجيرات انتحارية او من خلال عبوات ناسفة وغيرها وفي هذا الامر تثبيت للدين فهذه الدماء هي التي حفظت العراق من داعش وابالسة الزمان وهي التي تربي الناس على التضحية والفداء.

امور الدولة تسير وفق آلية محددة ونظام واضح وبمجرد حصول خلل في تلك المسيرة وهبطت قيمة النفط ربما ستدخل الحكومة في حالة طوارئ لأن ميزانيتها ستصاب بالعجز بينما نجد ان مسيرة بهذا الحجم العظيم (مسيرة الاربعين) تدار من جانب الغيب ،لانه من غير المعقول التصديق بان امور هذه المسيرة العظيمة تسير بشكل عفوي اعتباطي دون ارادة غيبية تحركها.

من لديه عمق في التفكير يصل الى ان هذه المسيرة العظيمة تقاد من عقول مافوق البشرية ولذا هي تحقق اغراضها بكل سهولة ويسر، نضرب مثلاً على ذلك، القوى التي تقف في مواجهة هذه المسيرة وتضع القنابل والمتفجرات كم هي عقول صغيرة وتافهة لانه بافعالها هي في الواقع تغذي هذه المسيرة، فماهذا العقل الجبار الذي صنع هذه المسيرة والتي جعل حتى عقول أعدائها في خدمتها، فهم يظنون انهم لو وضعوا القنابل والمتفجرات سيمنعون الناس من المجيئ اليها وهم لايدرون ان افعالهم هذه ستدفع بالمزيد الى المجيئ باعداد اكبر واكبرللمشاركة في هذه المسيرة "عقل مافوق البشري هو من يستخدم عقول اعدائه في خدمته".
رایکم
آخرالاخبار