حتى وهو قابع في مكان ما تحت الارض. حتى وهو يتنكر بملابس جون ترافولتا
شبكة تابناك الإخبارية : حتى وهو قابع في مكان ما تحت الارض. حتى وهو يتنكر بملابس جون ترافولتا، من
يعلم الى اين يصل خيال ابي بكر البغدادي؟ حين يتحدث اتباعه عنه، ونقلا عن
ابي محمد العدناني، تشعر كما لو انك امام خيال الانبياء...
احيانا يشطح ابو محمد،ومثلما كان ميخائيل سوسلوف حارس الايديولوجيا في الشيوعية هو حارس الايديولوجيا في الداعشية، ويكاد يقول ان الوحي الذي ينزل على الخليفة، خليفة الله لا خليفة الرسول، يماثل الوحي الذي كان ينزل على الانبياء قبل ان تقفل باب السماء من دون ان نعرف لماذا، ومن دون ان نقتنع بكل الحجج التي وضعت بين ايدينا...
لن نشطح مع ابي محمد مع ان الاتباع يتعاملون مع الخليفة على انه النبي فعلا. ننتقل الى ما يقوله احد العراقيين الذي كان معه، وهو قريب لوالدته، فالبغدادي تلاحقه عقدة البحر كما تلاحق اي عراقي آخر. العراقيون يعتبرون ان البصرة، كانت لؤلؤة الخليج، وهي مدينة السندباد البحري، ومع ذلك فإن الشاطىء العراقي على الخليج لا يتعدى الـ58 كيلو متراً، والعرض محدود والملاحة معقدة تقنياً، فيما يمتد الشاطىء الكويتي على مسافة 499 كيلو متراً، والشاطىء السعودي على مسافة 1650 كيلو مترا، دون احتساب شاطىء المملكة على البحر الاحمر الذي بطول 1760 كيلو متراً...
هاجس البغدادي كيف يصل الى البحر. ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان هو الوصول الى الشاطىء السوري بمحاذاة الحدود مع تركيا، وكان الهدف اللاذقية و حتى طرطوس. شيء من هذا بدأ تنفيذه على الارض، بمساندة من المدفعية التركية، قبل ان يبعث فلاديمير بوتين برسالة سرية الى رجب طيب اردوغان يبلغه فيها بأن الاسطول الروسي سيتدخل، حتماً، وكان ان الخطة اعيدت الى الثلاجة...
البديل كان الشاطىء اللبناني. وكان يمكن الاندفاع اثر معارك القلمون في اتجاه الشمال، وحيث الخلايا كانت قيد الاعداد. لكن المشكلة هي في تعدد القوى في سفوح السلسلة الشرقية، اذ كان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية الاقل عددا، وكانوا متوجسين من محاولة «جبهة النصرة» استيعابهم او تصفيتهم في ضوء ما كان يحدث من مواجهات بين التنظيم والجبهة في مناطق سورية مختلفة...
الآن حدث تغيّر نوعي على الارض. «داعش» بات القوة الضاربة في القلمون.وها ان التنظيم ينذر الآخرين بالمبايعة خلال 48 ساعة،والا دفعهم الى بلدة عرسال. العقدة الزرقاء لم تعد شخصية بل تحولت الى عقدة استراتيجية. لا بد من البحر وبأي ثمن. كيف؟
اردوغان يريد للبغدادي ان يمتد من حلب، كل حلب، الى الرقة، بل وعلى طول الحدود مع بلاده لكي يثأر من خارطة مؤتمر لوزان(1923)، وان كان السخاء بلغ بالانتداب الفرنسي حد منح انقرة لواء الاسكندرون السوري.
الثابت ان السلطان العثماني يحلم بـ «استعادة» حلب والموصل. هما جناحا السلطنة اللذان افلتا منها في تلك اللحظة الدولية التي اعقبت الحرب العالمية الاولى. شارك في اختراع الداعشية لكي يكون له ما يريد، ومع اعتبار ان من يمسك بحلب والموصل يمسك بدمشق وبغداد، لا بل انه يمسك بالخليج ايضا، اذ كيف للسلطنة ان تعود الى اوجها ان لم يكن النفط، وممرات النفط، في قبضتها؟
الرئيس التركي شطح ايضا، حتى انه اثار سخط الاميركيين، وقد فوجىء بأنهم هم من يحدون من طموحه بعدما طرح نفسه على انه رجلهم في الشرق الاوسط، ودون ان يعي حدود اللعبة، وقواعد اللعبة، في منطقة تحكمها المعادلات الصعبة والتضاريس السياسية والطائفية الصعبة...
والذي يثير المخاوف الآن هو ما يتردد عن ان تنظيم الدولة الاسلامية في صدد احداث تعديل على مساره التكتيكي والاستراتيجي على السواء، بحيث يتم تركيز العمليات العسكرية في اتجاه حمص، بموقعها الجيوستراتيجي البالغ الحساسية، حتى اذا ما سقطت منظمة القلمون كان الاندفاع الصاعق باتجاه الشاطىء اللبناني.
لا تعبأ القيادة العسكرية لـ «داعش» بأي جيش، ولا بالغارات الجوية التي لم تفلح حتى الآن في تحرير مدينة مثل كوباني او مدينة مثل تكريت، لا بل ان الداعشيين يندفعون نحو سامراء، وهو ما اثار عصبية مقتدى الصدر الذي عرف بصيحاته الطفولية والبهلوانية، فدعا الى الاستنفار دفاعا عن مقام الامامين العسكريين، ودون ان يعنيه ما يحدث في العراق حيث يقتل المئات، ان لم يكن الآلاف، يومياً...
كل ما فعله تحالف 49 دولة بأحدث القاذفات والصواريخ هو تجميد الوضع في عين العرب-كوباني، فيما تمكنت الطائرات السورية من صد الهجوم الهائل على مطار دير الزور والذي شاركت فيه قوى اخرى باعتبار ان سقوطه(وذبح الجنود الذين داخله) لا بد ان يحدث تداعيات سيكولوجية تفضي الى تداعي النظام واهل النظام...
الغارات الجوية الاميركية قد تكون مماثلة في نتائجها للغارات الديبلوماسية الروسية. تريدون الحل في سوريا؟ ارغام رجب طيب اردوغان على وقف رهانه السيزيفي على اعادة السلطنة، وبالتالي تفكيك ذلك السيناريو الذي يرمي الى تحطيم الدولة في سوريا بتواطؤ اكثر من جهة اقليمية ودولية، ودائما تحت عنوان تقويض النظام..
المسرح السوري، واستتباعا المسرح اللبناني، على مفترق.الحديث الآن عن «حفل جنون» صاخب ودموي قبل ان تنضج التسوية. يتحدثون عن اشهر، ونتحدث عن سنوات...
نبيه البرجي
احيانا يشطح ابو محمد،ومثلما كان ميخائيل سوسلوف حارس الايديولوجيا في الشيوعية هو حارس الايديولوجيا في الداعشية، ويكاد يقول ان الوحي الذي ينزل على الخليفة، خليفة الله لا خليفة الرسول، يماثل الوحي الذي كان ينزل على الانبياء قبل ان تقفل باب السماء من دون ان نعرف لماذا، ومن دون ان نقتنع بكل الحجج التي وضعت بين ايدينا...
لن نشطح مع ابي محمد مع ان الاتباع يتعاملون مع الخليفة على انه النبي فعلا. ننتقل الى ما يقوله احد العراقيين الذي كان معه، وهو قريب لوالدته، فالبغدادي تلاحقه عقدة البحر كما تلاحق اي عراقي آخر. العراقيون يعتبرون ان البصرة، كانت لؤلؤة الخليج، وهي مدينة السندباد البحري، ومع ذلك فإن الشاطىء العراقي على الخليج لا يتعدى الـ58 كيلو متراً، والعرض محدود والملاحة معقدة تقنياً، فيما يمتد الشاطىء الكويتي على مسافة 499 كيلو متراً، والشاطىء السعودي على مسافة 1650 كيلو مترا، دون احتساب شاطىء المملكة على البحر الاحمر الذي بطول 1760 كيلو متراً...
هاجس البغدادي كيف يصل الى البحر. ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان هو الوصول الى الشاطىء السوري بمحاذاة الحدود مع تركيا، وكان الهدف اللاذقية و حتى طرطوس. شيء من هذا بدأ تنفيذه على الارض، بمساندة من المدفعية التركية، قبل ان يبعث فلاديمير بوتين برسالة سرية الى رجب طيب اردوغان يبلغه فيها بأن الاسطول الروسي سيتدخل، حتماً، وكان ان الخطة اعيدت الى الثلاجة...
البديل كان الشاطىء اللبناني. وكان يمكن الاندفاع اثر معارك القلمون في اتجاه الشمال، وحيث الخلايا كانت قيد الاعداد. لكن المشكلة هي في تعدد القوى في سفوح السلسلة الشرقية، اذ كان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية الاقل عددا، وكانوا متوجسين من محاولة «جبهة النصرة» استيعابهم او تصفيتهم في ضوء ما كان يحدث من مواجهات بين التنظيم والجبهة في مناطق سورية مختلفة...
الآن حدث تغيّر نوعي على الارض. «داعش» بات القوة الضاربة في القلمون.وها ان التنظيم ينذر الآخرين بالمبايعة خلال 48 ساعة،والا دفعهم الى بلدة عرسال. العقدة الزرقاء لم تعد شخصية بل تحولت الى عقدة استراتيجية. لا بد من البحر وبأي ثمن. كيف؟
اردوغان يريد للبغدادي ان يمتد من حلب، كل حلب، الى الرقة، بل وعلى طول الحدود مع بلاده لكي يثأر من خارطة مؤتمر لوزان(1923)، وان كان السخاء بلغ بالانتداب الفرنسي حد منح انقرة لواء الاسكندرون السوري.
الثابت ان السلطان العثماني يحلم بـ «استعادة» حلب والموصل. هما جناحا السلطنة اللذان افلتا منها في تلك اللحظة الدولية التي اعقبت الحرب العالمية الاولى. شارك في اختراع الداعشية لكي يكون له ما يريد، ومع اعتبار ان من يمسك بحلب والموصل يمسك بدمشق وبغداد، لا بل انه يمسك بالخليج ايضا، اذ كيف للسلطنة ان تعود الى اوجها ان لم يكن النفط، وممرات النفط، في قبضتها؟
الرئيس التركي شطح ايضا، حتى انه اثار سخط الاميركيين، وقد فوجىء بأنهم هم من يحدون من طموحه بعدما طرح نفسه على انه رجلهم في الشرق الاوسط، ودون ان يعي حدود اللعبة، وقواعد اللعبة، في منطقة تحكمها المعادلات الصعبة والتضاريس السياسية والطائفية الصعبة...
والذي يثير المخاوف الآن هو ما يتردد عن ان تنظيم الدولة الاسلامية في صدد احداث تعديل على مساره التكتيكي والاستراتيجي على السواء، بحيث يتم تركيز العمليات العسكرية في اتجاه حمص، بموقعها الجيوستراتيجي البالغ الحساسية، حتى اذا ما سقطت منظمة القلمون كان الاندفاع الصاعق باتجاه الشاطىء اللبناني.
لا تعبأ القيادة العسكرية لـ «داعش» بأي جيش، ولا بالغارات الجوية التي لم تفلح حتى الآن في تحرير مدينة مثل كوباني او مدينة مثل تكريت، لا بل ان الداعشيين يندفعون نحو سامراء، وهو ما اثار عصبية مقتدى الصدر الذي عرف بصيحاته الطفولية والبهلوانية، فدعا الى الاستنفار دفاعا عن مقام الامامين العسكريين، ودون ان يعنيه ما يحدث في العراق حيث يقتل المئات، ان لم يكن الآلاف، يومياً...
كل ما فعله تحالف 49 دولة بأحدث القاذفات والصواريخ هو تجميد الوضع في عين العرب-كوباني، فيما تمكنت الطائرات السورية من صد الهجوم الهائل على مطار دير الزور والذي شاركت فيه قوى اخرى باعتبار ان سقوطه(وذبح الجنود الذين داخله) لا بد ان يحدث تداعيات سيكولوجية تفضي الى تداعي النظام واهل النظام...
الغارات الجوية الاميركية قد تكون مماثلة في نتائجها للغارات الديبلوماسية الروسية. تريدون الحل في سوريا؟ ارغام رجب طيب اردوغان على وقف رهانه السيزيفي على اعادة السلطنة، وبالتالي تفكيك ذلك السيناريو الذي يرمي الى تحطيم الدولة في سوريا بتواطؤ اكثر من جهة اقليمية ودولية، ودائما تحت عنوان تقويض النظام..
المسرح السوري، واستتباعا المسرح اللبناني، على مفترق.الحديث الآن عن «حفل جنون» صاخب ودموي قبل ان تنضج التسوية. يتحدثون عن اشهر، ونتحدث عن سنوات...
نبيه البرجي