۳۶۴مشاهدات
ويضيف ” كورشمكين ” ان شركة غازبروم كانت قادرة على جمع المال اللازم لهذا المشروع الا انه فى ضوء العقوبات اصبح هذا مستحيلا .
رمز الخبر: ۲۳۹۶۰
تأريخ النشر: 06 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: ألغت روسيا مشروع خط أنابيب "ساوث ستريم South Stream” لتوريد الغاز إلى جنوب أوروبا ، بعد اعتراضات و ضغوط الاتحاد الأوروبي، فى الوقت الذى تم فيه الاعلان عن اختيار "تركيا” لتكون الشريك المفضل لمسار إقامة خط الانابيب البديل، مع وعد بتقديم حوافز وخصومات ضخمة لها.

ومع احتدام الخلاف بين الاتحاد الأوروبي،و موسكو بشأن أزمة أوكرانيا، وحرصا على تقليل الاعتماد على الطاقة من روسيا، رفضت بروكسل مشروع خط أنابيب ”التيار الجنوبى” الذى سيتكلف نحو40 مليار دولار، ويعبر الى اراضى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا وهو الامر الذى دعا الرئيس الروسى ” فلاديمير بوتين ” لاتهام الاتحاد الأوروبي، بالتسبب فى حرمان بلغاريا من حقوقها السيادية، وهى دولة تعتمد اعتمادا كبيرا على الغاز الروسي، مشيرا ان عرقلة المشروع ”ضد المصالح الاقتصادية في أوروبا ويسبب الضرر لبعض الدول".

موسكو ترشح تركيا بديلا عن بلغاريا

ولحل مشكلة نقل الغاز لجنوب اوربا ، قررت موسكو استبدال المسار بخط أنابيب تحت البحر يمر عبر تركيا، بقدرة 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ، أي أكثر بأربع مرات من المشتريات السنوية التركية من غاز روسيا، لتأخذ ما تحتاجه بخصومات محددة ، على ان يتم نقل الباقى للدول الاخرى فى جنوب اوربا.

"اليكسي ميلرAlexei Miller” الرئيس التنفيذي لشركة ” جازبروم Gazprom ” الروسية ، التي تسيطر عليها الدولة ، الذى صاحب الرئيس الروسى الاثنين فى زيارة لانقرة لمدة يوم واحد ، ابلغ الصحفيين ان مشروع ” التيار الجوبى ” قد تم اغلاق ملفه ، و ان روسيا سوف تمنح تركيا خصم 6% على واردات الغاز من روسيا للعام المقبل، وامدادها بزيادة تقدر بنحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز هذا العام.. وقال "ميلر” ان جازبروم ، قد وقعت مذكرة تفاهم مع شركة "بوتاس”التركية لمد خط أنابيب تحت البحر الاسود الى تركيا.

وقال وزير الطاقة الروسي "الكسندر نوفاك” ان الخطة مازالت في مراحلها الاولى ، و قد صدرت أوامر لوزراء الطاقة والشركات (على الجانبين) للنظر في هذه المقترحات بالتفصيل .. ومن الصعب تقييم التكاليف، والآليات المالية، في الوقت الراهن.. كذلك فان المفاوضات مازالت قائمة حيث ترغب ” انقرة ” فى الحصول على نسبة خصم تقدر بنحو 15% على امدادات الغاز الروسى .

التعاون الروسى – التركى يعمق خلافات انقرة مع بروكسل و لكن يبقى السؤال هل ستتعاون انقرة مع موسكو فى تنفيذ خط الانابيب ، من حيث المصلحة المشتركة ، مرور خط الانابيب باراضى تركيا سيسمح لها بفوائد اقتصادية كبرى ، اولها ضمن امدادات الغاز ، ثانيا الخصومات التى ستنالها فى اسعار وارداتها منه .. لكن ومع ذلك، تركيا باعتبارها مرشحة للانضمام للاتحاد الاوربى ، سوف يؤدى تعميق علاقاتها في مجال الطاقة مع روسيا ، الى اثارة دهشة أوروبا والولايات المتحدة، حيث تفرض القوى الغربية عقوبات اقتصادية على موسكو بشأن أعمالها في أوكرانيا، كذلك تحاول أوروبا ايضا خفض الاعتماد على الطاقة من روسيا ، والتي تمدها بنحو 30 في المئة من احتياجاتها من الغاز، و نصف هذه الكمية يمر عبر أوكرانيا.

و بالطبع تعى موسكو هذا ، لذا اعلنت على لسان الرئيس التنفيذي لشركة ” جازبروم” مجموعة من الحوافز ليسيل لعاب تركيا و ترضى بالمخاطرة ، حيث قال ” ميل” : "ومع تطور تعاوننا وتعمقه، أعتقد أننا سوف نكون على استعداد لإجراء مزيد من التخفيضات في الأسعار … و يمكن ان يصل مستوى سعر الغاز لتركيا كما هو مستوى السعر الذى تحصل عليه ألمانيا اليوم”.

وعرقلة خط أنابيب "ساوث ستريم” تكشف الشقوق في استراتيجية الاتحاد الأوروبي ، فدول كالمجر والنمسا وصربيا وبلغاريا وغيرها كانت ترى المشروع بديلا يجنبها خطر تكرار تعطل الامدادات عبر أوكرانيا.. في حين تراه كل من بروكسل وواشنطن ، انه يرسخ قبضة موسكو على نظم امدادات الطاقة لأوروبا.

وقال ” كارلوس باسكوال Carlos Pascual ” ، و الذي كان حتى وقت قريب هذا العام ، واحدا من كبار دبلوماسي الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية، ” ان الغاء المشروع مما لاشك فيه يسب اضرار لاوربا ، ولكن يمكن للمرء أن يجادل أنه في النهاية سيوفر المال للمستهلكين الأوروبيين بالغاء خط الانابيب ، فالتكلفة العالية غير ضرورية التي لن تضيف أي امدادات جديدة ، و ان إجراءات العقوبات المفروضة على جازبروم يمكن أن تظهر آثارها على روسيا و قد تكون عاملا لوقف عدوانها تجاه أوكرانيا”.

و يتفق مع هذا الرأى ” ميخائيل كورشمكين Mikhail Korchemkin "، و هو احد كبار محللى الطاقة لدى جازبروم ، الذى يرى ان قرار بوتن بغزو شبه جزيرة القرم ، قد وضع عائقا اساسيا امام مشروع التيار الجنوبى ، و العقوبات قد تكون عاملا حاسما فى عرقلته .

ويضيف ” كورشمكين ” ان شركة غازبروم كانت قادرة على جمع المال اللازم لهذا المشروع الا انه فى ضوء العقوبات اصبح هذا مستحيلا .

و لكن تبقى حقيقة ان روسيا بالفعل هى المورد الرئيسي للطاقة في تركيا، وثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد ألمانيا ، وقد تفوق تلك المصالح الاقتصادية الخلافات السياسية العميقة معها حول اوكرانيا ، و سوريا التى تشهد حرب أهلية منذ أربع سنوات .. فبينما روسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ينتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة و صخب ، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و روسيا على وجه الخصوص للمماطلة في الاستجابة الدولية للحرب.. و قد قال اردوغان فى مؤتمره المشترك مع بوتن "الرئيس (بوتين) لديه تقييم مختلف عما لدينا ، ونحن نتفق ان هناك حاجة إلى حل، لكننا نختلف حول الوسائل” .

النهاية
رایکم
آخرالاخبار