۲۵۲مشاهدات
فقد لجأ نصف النازحين الذين تركوا ديارهم تحت وطأة هجوم تنظيم داعش الارهابي في العراق هذا العام وعددهم مليونان إلى كردستان ليرتفع عدد سكان الاقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي بنحو 20 في المئة ويفرض ضغطا شديدا على موارده.
رمز الخبر: ۲۳۸۳۶
تأريخ النشر: 02 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : كانت المباني غير مكتملة البناء في اقليم كردستان بشمال العراق رموزا لطفرة اقتصادية كان النفط وقودها لكنها أصبحت الآن مكدسة بالفارين من العنف في بقية أنحاء العراق..

فقد لجأ نصف النازحين الذين تركوا ديارهم تحت وطأة هجوم تنظيم داعش الارهابي في العراق هذا العام وعددهم مليونان إلى كردستان ليرتفع عدد سكان الاقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي بنحو 20 في المئة ويفرض ضغطا شديدا على موارده.

وتمت تغطية الهياكل الخرسانية لما سيصبح في المستقبل مراكز تجارية ومتاجر سوبر ماركت بقطع من البلاستيك حتى تقي شاغليها الجدد غائلة البرد في بداية فصل الشتاء.

وتكافح وكالات المساعدات لتوفير احتياجات النازحين وتعمل السلطات الكردية على تشديد الضوابط على حدودها مع بقية العراق لمنع المزيد من النازحين من المجيء خشية أن يهدد ذلك أمن الاقليم.

والخوف أن يتسلل مقاتلو داعش الذين صدتهم القوات الكردية وضربات التحالف الدولي الجوية في شمال البلاد. وزادت المخاوف الأمنية بفعل عملية تفجير قبل أسبوعين في اربيل عاصمة الاقليم.

 وقال مسرور البرزاني رئيس مجلس الأمن الكردستاني لرويترز "الزيادة في النازحين إلى جانب المشاكل المالية للاقليم تشكل تحديات كبيرة لوكالاتنا الأمنية."

وأضاف "كانت هناك حالات لأشخاص مرتبطين بداعش ومتعاطفين معها متنكرين كنازحين في كردستان وتمت اعتقالات."

وقد تحمل النازحون من العرب العبء الأكبر للقيود. وفي الماضي كان العرب الراغبون في دخول الإقليم يضطرون لايجاد كردي يكفلهم أما الآن فلم يعد الكفيل يكفي لدخول البعض إلى الاقليم.

وفي نقطة تفتيش على أطراف اربيل تنتظر مجموعة من الناس لم يسمح لهم بالدخول لعل حظهم يتغير. وكلهم من العرب. قال رجل من بينهم إنه أمضى أسبوعين ينام على قارعة طريق تناثرت فيه علب المشروبات وأغلفة الأطعمة التي يلقيها أصحابها من نوافذ السيارات المارة.

وقال عبدالله سالوت الذي نسف مقاتلو داعش منزله في الشرقاط لأنه كان من رجال الشرطة "لا يسمحون لنا بالمرور."  

في مخيم أقيم بحظيرة غير مستعملة تابع لشركة بناء على أطراف اربيل يشكو النازحون أنهم لم يتمكنوا من الاستحمام منذ أيام وأن القمل انتشر بينهم.

قالت امرأة منهم "نحتاج للصابون ونحتاج الوقود ونحتاج المال." وقال رجل مازحا "نحتاج مراكب أيضا" وهو يرنو بعينيه صوب جزء من المخيم تغمره مياه الأمطار الغزيرة.  

وحتى قبل ثلاث موجات كبرى من النزوح داخل العراق هذا العام كانت حكومة اقليم كردستان تقول إنها تبذل جهدا كبيرا لاستيعاب ربع مليون لاجيء من سوريا.  

ووصل 76 ألفا آخرين في أوائل العام الجاري بعد استيلاء المتشددين على مدينة في محافظة الأنبار.

 وأدى سقوط الموصل في حزيران إلى فرار 131400 شخص إلى الاقليم وبعد شهرين تقدم تنظيم داعش شمالا ما عجل بأكبر موجة نزوح بلغ عدد من وصلوا إلى كردستان فيها إلى 492 ألفا.  

واتجه كثيرون غيرهم إلى الاقليم الكردي من مناطق أخرى شهدت قتالا في العراق كما استقبل الاقليم 20 ألفا من اللاجئين من بلدة كوباني الحدودية السورية.

 ويقيم من لهم أصدقاء أو أسر في اقليم كردستان مع ذويهم بينما يعيش آخرون في شقق مستأجرة أو يتشاركون غرف الفنادق. ويقيم عدد يصل إلى 70 ألفا في مخيمات لكن الباقين تؤويهم مبان إدارية ومتاجر ومراكز تجارية لم يكتمل بناؤها.

ويتعاطف كثير من الأكراد مع النازحين لكن بعض أصحاب مواقع البناء يريدون استئناف العمل في مبانيهم ويهددون بطردهم.

 كذلك يتنامى الاستياء في محافظة دهوك الكردية أكثر المناطق تأثرا بأزمة النازحين في العراق حيث يصل عدد النازحين إلى نحو نصف عدد سكان المحافظة.  

وبعد شهرين من بداية السنة الدراسية لم يذهب بعض الأطفال للمدارس لأن بعض النازحين يقيمون في الفصول.

وتقول حكومة الاقليم إن على بغداد أن تفعل المزيد للمساعدة في سداد مرتبات النازحين من موظفي الدولة وتوزيع الحصص الغذائية والمساعدة في بناء 26 مخيما جديدا.

كما تعرضت الأمم المتحدة لانتقادات بسبب استجابتها التي قال مسؤولون أكراد ووكالات إغاثة أصغر أن البيروقرطية والروتين عرقلاها.

 وقد دبرت الأمم المتحدة 29 في المئة من مبلغ 2.23 مليار دولار الذي تحتاج إليه لدعم النازحين في مختلف أنحاء العراق حتى نهاية العام 2015. وإذا لم تتلق تبرعات أخرى ستضطر لخفض المساعدات.  

والأولوية للنازحين ممن لا مأوى لهم. وبخلاف ذلك فالغموض يكتنف مستقبل النازحين العراقيين في كردستان. وتريد السلطات الكردية أن يقيم أكبر عدد ممكن منهم في مخيمات لكن الأمم المتحدة تقول إن هذا غير ممكن.  

وقال دندار زيباري نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في كردستان "لا توجد استراتيجية للاجل الطويل. وترغب حكومة اقليم كردستان أن يعود هؤلاء الناس إلى بيوتهم. فهذا هو الحل."
رایکم
آخرالاخبار