۳۸۳مشاهدات
رمز الخبر: ۲۳۷۴۵
تأريخ النشر: 01 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: الكثير من مقاتلي أسيا الوسطى في الحقيقة يمتلكون خلفية في الخدمة العسكرية، والبعض ممن ذهب في نهاية المطاف إلى أفغانستان وباكستان، كانت لديه خبرة ميدانية في القتال قبل الانضمام لتلك الجماعات.

يتواجد مواطنو أسيا الوسطى دومًا أينما أعلنت جماعة سنية الجهاد، الأوزبك بالتحديد يتواجدون بكثرة، وكذلك الطاجيك والقرغز والقازاق والتركمن، الذين انضموا إلى جماعات شتى في أفغانستان وباكستان، بل واليمن وسوريا والعراق كذلك، تقدر بشدة الجماعات الجهادية مقاتلي أسيا الوسطى، والذي تجذبهم عوامل شتى للانضمام إليها.

أبرز ما يميّز مقاتلو أسيا الوسطى، كما عُرِف عنهم منذ سنوات حين ظهروا بالمناطق القبلية في أفغانستان وباكستان، هو أنهم يجيدون القراءة والكتابة، فرُغم مساوئ الحكم السوفيتي، إلا أن واحدة من فوائده كانت غياب الأمية بشكل شبه كامل، حيث وصلت معدلات القراءة والكتابة إلى 97٪، وهي الأعلى بين الدول الإسلامية، لنقارن ذلك مثلاً بأفغانستان المجاورة، والتي لا يتجاوز فيها معدل القراءة والكتابة 30٪.

يذيع صيت المقاتلين الأوزبك من حركة أوزبكستان الإسلامية، والضالعة في هجوم يونيو الماضي على مطار كراتشي، وبالتحديد في مجال صناعة القنابل في أفغانستان وباكستان، والأمر ببساطة هو أنه تسنّى لهم قراءة الكثير من كتيبات كيفية عمل متفجرات وقنابل لأنهم ليسوا أميين، يملك أولئك المعرفة الكافية لصنع العبوات الناسفة، وهو ما تحتاجه بالضبط طالبان، هكذا يقول "جوزِف لانج"، محلل متخصص بشئون أسيا الوسطى في مركز الدراسات الشرقية في وارسو عاصمة بولندا، ومؤلف عدد من الدراسات حول مقاتلي أسيا الوسطى.

الجدير بالذكر أن "جمعة نمنجاني"، قائد حركة أوزبكستان الإسلامية، كان في السابق جنديًا في الجيش الأحمر أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وقد أصبح لاحقًا مقاتلاً إسلاميًا واستخدم كل ما علمه له السوفييت أثناء الحرب الأهلية في طاجيكستان، وفي أحداث التمرد القصيرة في وادي فرغانة، وطبعًا في خدمة طالبان.

الكثير من مقاتلي أسيا الوسطى في الحقيقة يمتلكون خلفية في الخدمة العسكرية، والبعض ممن ذهب في نهاية المطاف إلى أفغانستان وباكستان، كانت لديه خبرة ميدانية في القتال قبل الانضمام لتلك الجماعات.

تقول "يوانا باراشتشوك"، المسئولة عن مدوّنة "تحت الراية السوداء"، والتي تدوّن كل ما يخص داعش، إن مقاتلي أسيا الوسطى بارعون أيضًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون ذلك لصالح داعش، "المجموعة الأساسية من الأوزبك في سوريا تمتلك موقعًا إلكترونيًا وقناة فيديو وحساب على تويتر".

تدير حركة أوزبكستان الإسلامية موقعًا إلكترونيًا منذ عقود، وهي تنشر الكثير من الفيديوهات من ساحات القتال القبلية في باكستان، والتي تشارك فيها، يبرع أولئك بالتحديد في استخدام المواقع ووسائل التواصل المعروفة بين المتحدثين باللغة الروسية؛ وهي ما يساعدهم على نشر رسائل داعش بين المزيد من شباب أسيا الوسطى، حيث يتفشى الفقر والهجرة للعمل في روسيا في ظروف سيئة، وتحت وطأة مجتمع روسي يُعادي الأجانب حاليًا، بينما تكون رسائل تلك الجماعات الجهادية أكثر جاذبية من الناحية الدينية، داعش تحديدًا لا تجذب هؤلاء برسالتها الدينية فقط، بل أيضًا بإغراءاتها المادية.

تشير الإحصاءات، وهي من مصادر روسية بالأساس، بأن حوالي 5000 مقاتلاً من أسيا الوسطى يقاتلون في سوريا والعراق، في حين يقول باحثون آخرون بأن روسيا تحاول تضخيم تلك الأرقام لبث الخوف، وأن العدد الحقيقي لا يتجاوز 1000.

كيف وصل هؤلاء من أسيا الوسطى إلى الشام هو أمر لا نعرفه، ولكن "إدوارد ليمون"، طالب الدكتوراة بجامعة إكستر في إنجلترا، والذي يجري بحوثًا تفصيلية للتطرف الإسلامي في طاجيكستان، يقول إن أغلب شباب أسيا الوسطى يعتنق هذا الفكر الجهادي أثناء هجرته للعمل في روسيا نظرًا للظروف الصعبة هناك، وهم ينتقلون من هناك إلى سوريا والعراق.

يعمل الملايين من شباب أسيا الوسطى في روسيا كعمال مهاجرين، وكما تكشف بحوث ليمون في إحدى الحالات، كان معظم المقاتلين الطاجيك الذين درسهم غير متدينين في الحقيقة أثناء عملهم هناك، ما دفعهم إلى التطرف لم يكن سوى سوء ظروف المعيشة والتي توفر داعش غالبًا أفضل منها.

يقول "طالاي جعفروف"، رئيس هيئة الأمن القومي في قرغزستان، إن ما وصله من معلومات تفيد بأن داعش تدفع حوالي ألف دولارًا يوميًا للمقاتلين، لربما يكون الرقم مبالغًا فيه، ولكن طبقًا لما يقوله الكثيرون ممن ذهبوا إلى هناك، يتقاضى المقاتلون لصالح داعش، على أقل تقدير، أكثر من نظرائهم العاملين في روسيا، أضف إلى ذلك أنه في سوريا والعراق، تكون لهم غرفهم الخاصة باعتبارهم مجاهدين، في حين يتكدسون في روسيا أحيانًا في شقة واحدة، حيث يتم استحقارهم بل ومهاجمتهم من قِبَل القوميين الروس، في حين يُنظَر لهم كأبطال في العراق وسوريا.

تقول يوانا إن داعش لا تجذبهم فقط بالمال، بل تعطيهم إحساسًا بأن هناك هدفًا أسمى جراء ما يقومون به، فأولئك ما كانوا ليقاتلوا في ساحات تبعد عن بلدانهم آلاف الأميال لو لم يكن هناك مقابل مادي، ولكنهم أيضًا ما كانوا ليفعلوا لولا تلك الرسالة الإسلامية، على سبيل المثال، سيكون صعبًا مثلاً تخيّل عمل هؤلاء لصالح روسيا وفي صفوف ميليشياتها في شرق أوكرانيا، رُغم أن الأموال المدفوعة هناك كثيرة، القتال في الشرق الأوسط، مهد الإسلام، له سحر خاص على هؤلاء الشباب، والتي تعاني ثقافتهم الدينية البساطة الشديدة نظرًا للانقطاع عن بقية العالم الإسلامي أثناء الاحتلال السوفيتي.

النهاية
رایکم