۲۸۸مشاهدات
بدا خلال اليومين الماضيين أن «ساعةً صفراً» غير معلنة قد دقّت، لتبدأ التنظيماتُ «الجهادية» تصعيداً جديداً على مختلف الجبهات في سوريا...
رمز الخبر: ۲۳۳۱۶
تأريخ النشر: 20 November 2014
شبكة تابناك الإخبارية : مرة جديدة، يعبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الاختلاف في وجهات النظر بينه وبينه حليفته الكبرى، الولايات المتحدة، بشأن برنامج العمل في سوريا. ووصل هذا الاختلاف إلى حد الافتراق بين أنقرة وواشنطن في واحد من أكثر الملفات أهمية وخطورة في المشرق العربي، المتمثل بالحرب على تنظيم «داعش». فتركيا لا تزال مصرة على عدم المشاركة في قتال «داعش»، وواشنطن لا تزال متمسكة بعدم اتخاذ خطوات من شأنها إسقاط النظام السوري. فأنقرة لن تساعد في قتال داعش، إلا إذا منحتها واشنطن غطاءً لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري، وخطوات جدية تكون كفيلة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن أولوية الولايات المتحدة الأميركية تتركز حول نقطتين: إضعاف داعش، وتقوية المعارضة السورية لاستنزاف النظام وإجباره على تقديم تنازلات في عملية سياسية. أردوغان لا يكترث لهذين الهدفين الأميركيين. هاجسه هو إسقاط غريمه، الأسد. ولهذا السبب، عبّر أمس عن خيبة أمله، إذ أعلن عن شعوره بالإحباط لعدم استجابة واشنطن وحلفائها للشروط التي حددتها بلاده لكي تؤدي دوراً أكبر في التحالف ضد «داعش» في سوريا. وصرّح للصحافيين في مطار أنقرة قبل أن يغادر إلى الجزائر، بأن التحالف «لم يتخذ أية خطوات طلبناها». وأضاف: إن «الأطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة بشأن خطة تدريب وتجهيز» مقاتلي الجيش السوري الحر.
وتزامنت تصريحاته مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص جون ألان لأنقرة لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك لم يُعلَن عنها مسبقاً. كذلك سيزور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أنقرة غداً، وهو الذي اتهم علناً تركيا بالتساهل مع مقاتلي «داعش». وعشية الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «مسؤول كبير في الإدارة الأميركية» قوله إن «اقتراح تركيا إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي ليس على جدول الأعمال».
في هذا الوقت، بدا خلال اليومين الماضيين أن «ساعةً صفراً» غير معلنة قد دقّت، لتبدأ التنظيماتُ «الجهادية» تصعيداً جديداً على مختلف الجبهات في سوريا، من حلب شمالاً إلى القنيطرة في الجنوب الغربي. فيما تستمرّ المعارك العنيفة التي يخوضُها المقاتلون الأكراد في ريف الحسكة (شمال شرق) وفي عين العرب (كوباني)، والجيش السوري في محيط حقل شاعر في ريف حمص، ضدّ تنظيم «الدولة الإسلاميّة». وبينما تواصل «جبهة النصرة» أداء دور محوري في معركة «فتح من الله ونصر قريب» التي أطلقتها مجموعات مسلّحة عدّة في ريف القنيطرة، تشارَكت «جبهة أنصار الدين» مع «النصرة» في إطلاق معركة «زئير الأحرار» في ريف حلب الجنوبي الشرقي. المشاركون في معارك حلب يتشاطرون انتماءً «قاعديّاً»، إذ تُعتبر «النصرة» رسميّاً «تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، بينما تضم «أنصار الدين» كلّاً من «حركة فجر الإسلام»، و«حركة شام الإسلام» اللتين تدينان بـ «بيعة» للتنظيم العالمي، علاوةً على «جيش المهاجرين والأنصار» الذي يتزعّمه صلاح الدين الشيشاني، ويضمّ «جهاديين شيشانيين» في الدرجة الأولى. وتستهدف معارك «زئير الأحرار» معامل الدفاع في الدرجة الأولى، وقالت مصادر معارضةٌ إنها أدت إلى سيطرة المسلحين على قرى طاط، والجعرة، وعقربة، في ريف حلب الجنوبي، وتقدمهم في اتجاه صدعايا، ديمان، ورسم الشيح، وسط استمرار المعارك العنيفة على أبواب كتيبة الدفاع الجوي في الريف الجنوبي الشرقي. وتأتي المعركة سعياً إلى تحقيق التفاف يُفضي إلى وصول المسلحين إلى السفيرة (ريف حلب الشرقي)، الأمر الذي يُعتبر مهمّة شبه مستحيلة، نظراً إلى صعوبة السيطرة على معامل الدفاع.

بدوره، قال مصدر ميداني سوري لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية إنّ «هجمات التنظيمات الإرهابية الأخيرة تأتي في سياق محاولاتها المتكررة لقلب الموازين في محافظة حلب، وعرقلة مبادرة المبعوث الأممي لتجميد القتال فيها». المصدر امتنعَ عن التعليق على أنباء تقدم المسلحين، مكتفياً بالتأكيد أن «هذه المحاولات ستبوء بالفشل كسابقاتها».
رایکم