۴۶۴مشاهدات
أعرب وزیر الخارجیة السوري ولید المعلم، عن تقدیره للدعم الذی توفره الجمهوریة الإسلامیة في إیران لسوریا، وخصوصًا من قبل قائد الثورة الإسلامیة آیة الله السيد علي خامنئي، معلنًا أن سوریا ستحصل قریبًا علی صواریخ روسیة من نوع "أس 300".
رمز الخبر: ۲۲۸۰۲
تأريخ النشر: 06 November 2014

شبكة تابناك الاخبارية : وخلال حدیث لصحیفة «الأخبار» اللبنانیة نشرته فی عددها الصادر الیوم الخمیس، نوه الوزیر المعلم بمواقف اية الله خامنئي وجمهوریة ايران الإسلامیة ومجلس الشوری والحرس الثوري، الداعمة لسوریا في تصدیها للمؤامرة الدولیة علیها والجماعات الإرهابیة التکفیریة.

وقال: ' زوّدتنا إیران، وتزوّدنا، باحتیاجاتنا من السلاح، خصوصا من الذخائر المتوفرة من صناعة إیرانیة؛ کذلك، تدعمنا طهران سیاسیاً واقتصادیاً ومالیاً. ونحن ممتنّون لهذا الدعم، ونثق باستمراره، واستمرار تفهم القیادة الإیرانیة العلیا لأهمیة التحالف مع سوریا'.

وأضاف: 'وفي مناقشة لي مع وزیر الخارجیة الإیراني جواد ظریف، قلت له بوضوح: إن صمود سوریا هو الذي یمکّنك من التفاوض من موقع قوي مع الغرب حول الملف النووي'.

ونفی الوزیر المعلم أن تکون جمهوریة ايران الإسلامیة مارست ضغوطًا علی سوریا لتغییر موقفها من حرکة "حماس"، مؤکدًا أن ذلك لم یحدث أبداً. وقال: 'موقفنا من «حماس» و«الاخوان»، واضح، ویعرفه حلفاؤنا جیداً. وهو لیس موضع نقاش'.

وعن موقف سوریا مما یسمی بـ«التحالف الدولي ضد داعش»، قال المعلم: لقد 'أوضحت دمشق للحلیفین، الروسي والإیراني، موقفها من التحالف الأمیرکي ضد «داعش»؛ یضعنا هذا التحالف أمام خیارین: الرفض ـــ من دون القدرة علی ترجمته عسکریاً بنجاح ـــ یمنح المتطرفین في مؤسسة الحکم الأمیرکیة، وحلفاء واشنطن الإقلیمیین، الذریعة المناسبة لشن حرب أمیرکیة ـــ أطلسیة علی سوریا، «ولن نمنحهم هذه الذریعة». الخیار الثاني هو القبول السیاسي، وهذا یتعارض مع استراتیجیتنا السیادیة والسیاسیة'.

أضاف: 'وهکذا ذهبنا إلی الخیار الثالث. وهو «القبول الواقعي»؛ لامغامرة في مواجهة خاسرة ولا اعتراف سیاسي؛ «لا یوجد تنسیق بیننا وبین الأمیرکیین، ولا صفقة؛ هم أعلمونا، مباشرة، عبر مندوبنا لدی الأمم المتحدة بشار الجعفري، وعبر بغداد وموسکو، أن ضربات التحالف موجهة، حصریاً، ضد «داعش»، وأنها لن تمس الجیش السوري. هل نثق بهذا التعهّد؟ مؤقتاً، ندرك أن الرئیس الأمیرکي باراك أوباما، لأسباب داخلیة، یرید تجنّب الحرب مع سوریا، مکتفیاً بالتدخل الجوي ضد «داعش». ونحن نفید من ذلك. لکن لا نعرف کیف سیتصرف أوباما، تحت الضغوط المتصاعدة، والتي ستکون أکثر تأثیراً إذا ما تمکن الجمهوریون من تحقیق أغلبیة فی الانتخابات الأمیرکیة النصفیة. ولذلك، علینا أن نستعدّ. هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزویدنا بأسلحة نوعیة».

وعمّا إذا کان یقصد بالأسلحة النوعیة صواریخ «أس 300»، أجاب المعلم: 'نعم. وسواها من الأسلحة النوعیة التي تمکن الجیش السوري من مواجهة التحدیات المقبلة'.

وعمّا إذا حصلت سوریا علی «أس 300»، أجاب وزیر الخارجیة السوري: 'لا. ولکن سنحصل علیها وعلی أسلحة نوعیة أخری في مدی معقول. شرکات السلاح الروسیة تعمل وفق بیروقراطیة بطیئة، لکن المشکلة الرئیسیة في طریقها إلی حل سریع، أعنی موافقة الکرملین السیاسیة. وهی قاب قوسین أو أدنی'.

وردًا عن سؤال آخر نفی الوزیر المعلم أن تکون سوریا طلبت قرضًا من روسیا بقیمة ملیار دولار، وقال: 'لم نطلب مثل هذا القرض. لا أعرف مصدر الخبر، ولکنه غیر صحیح. لدینا تسهیلات ائتمانیة کافیة من الحلیف الإیراني. أما ما طلبناه، ووجد تفهماً وتجاوباً من الروس أهم من القرض؛ سلسلة من الاتفاقات الاقتصادیة والتجاریة التي ستساهم في دعم الاقتصاد السوري، وتعزیز الصمود، وإعادة الإعمار'.

ونفی المعلم وجود أي خلاف مع موسکو وطهران حول الموقف مما یسمی بـ«التحالف الدولي ضد داعش»، وقال: ردًا عن سؤال: 'لا یوجد خلاف، بل تقدیر موقف مختلف لمواجهة التحدی المشترك. فنحن الذین ندیر الحرب، ومواقفنا محکومة، بدقة، بموازین القوی المیدانیة؛ بینما یستطیع الروس والإیرانیون اتخاذ مواقف صارمة من التحالف الأمیرکي. ونحن سعداء بهذه المواقف، ونرید استمرارها، لأنها تعرقل تنامي التوجهات العدوانیة لدی الغرب'.

وعمّا إذا کانت سوریا تتوقع عدوانًا ترکیًا أجاب الوزیر المعلم: 'قرارنا الاستراتیجي هو مواجهة أی عدوان ترکي عسکریاً؛ ونأمل أن یکون لدینا، في أسرع وقت ممکن، القدرات التسلیحیة النوعیة التي تضمن لنا إفشال العدوان. ولکننا لا نری إمکانیة لقیام ترکیا بالعدوان علی سوریا في المدی المنظور. الشروط الترکیة للتدخل في سوریا لا تزال مرفوضة من قبل واشنطن، کذلك، لا یحوز مثل هذا التدخل علی رضا السعودیة، المنافس الرئیس لترکیا في المعسکر الآخر. هذا المعسکر یعیش تناقضات، نفید منها. ثم أن وضع ترکیا الداخلي هشٌ للغایة في مواجهة تمرد کردي محتمل بقوة. صمود مواطنینا الأکراد فی عین العرب أفشل السیاسة الأردوغانیة، ومنح للرئیس أوباما، في المقابل، معنی لحملته الجویة. الموقف الترکي من العدوان الداعشي علی عین العرب جیّش الکرد فی کل مکان ضد الحکومة الترکیة؛ ویتجه الأکراد لیس داخل ترکیا فقط ـــ حیث یعدون حوالی 15 ملیونا ـــ نحو الالتفاف حول قیادة عبدالله أوجلان، کذلك أکراد العراق؛ ففی کل یوم إضافي من صمود عین العرب، یخسر مسعود البرزاني وحلیفه أردوغان'.

وعمّا إذا کان هذا الموقف المشترك مع مصر والسعودیة یفتح الباب أمام مصالحة، قال الوزیر المعلم: 'بالنسبة لمصر، نحن نؤید الدولة والقوات المسلحة، بلا أی التباس، فی مواجهة العنف والإرهاب والتطرف الدیني. نحن ومصر، علی المستوي الاستراتیجي، في الخندق نفسه؛ لکن موقف القیادة المصریة من سوریا، علی رغم ایجابیته، لم یصل بعد إلی مستوی التحدي المشترك. ونأمل أن یحدث ذلك في وقت قریب. نحن نتفهم الضغوط التي تواجهها القاهرة، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وحاجتها إلی الدعم السعودي، لکننا نرید لمصر أن تستعید کامل دورها العربي؛ یبدأ ذلك في سوریا'.

وردًا عن سؤال آخر نفي المعلم وجود أفق للمصالحة مع السعودیة، وقال موضحًا: ' موقف السعودیة من «الاخوان» یأتي في سیاق صراعها مع قطر وترکیا، ولکنها دعمت ولا تزال تدعم الجماعات المسلحة الإرهابیة، وتجیّش العداء ضد سوریا، وضد الرئیس بشار الأسد. وهذه السیاسة المغامرة، ستنعکس، في النهایة، علی السعودیة.

وأوضح قائلاً: 'السعودیة تعادینا بسبب سیاساتنا المستقلة نحو لبنان والعراق؛ وهی تعتقد بأن هذه السیاسات تعرقل نفوذها الإقلیمي. کذلك، فإن استمرار وتنامي العلاقات السوریة ـــ الإیرانیة یثیر غضب الریاض، ویدفعها إلی العمل ضد سوریا'.

وأکد أن سوریا لن تدخر أی فرصة ممکنة لوقف الحرب علیها وتأمین سلامة السوریین. 'لکن هؤلاء الذین یدفعون ضریبة الدم، هم الذین یقررون في النهایة، السیاسة السوریة؛ هذا واقع سیاسي أنتجته الحرب؛ لم یعد ممکناً إدارة السیاسة السوریة من دون رضا الرأي العام الوطني. السوریون لهم موقف من السعودیة بسبب تمویلها ودعمها للعدوان علی بلدهم، کذلك الأمر بالنسبة لقطر'.

وختم الوزیر المعلم کاشفًا عن محاولة قَطریة للمصالحة رفضتها سوریا، وقال: 'الشعب السوري لا یقبل هذه المصالحة. کما أنه علی قطر إذا أرادت المصالحة أن تبادر إلی وقف الدعم عن الإرهابیین، ووقف الحملة علی سوریا'.

رایکم