۶۶۳مشاهدات
إلا أن هذا المبرر الذي يفسر به البعض هذا الاهتمام – المبالغ فيه – بأخبار المطر في موريتانيا لم يعد مطروحاً حالياً؛ بعد أن انخفضت بشكل كبير نسبة الكثافة السكانية في الأرياف، وباتت الغالبية تستوطن المدن الرئيسية في البلاد كنواكشوط ونواذيبو على الساحل الأطلسي.
رمز الخبر: ۲۲۵
تأريخ النشر: 05 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: جرت العادة أن لا تتصدر أخبار الأمطار عناوين الصحف، ولا تأتي في مقدمة النشرات التلفزيونية، إلا في الحالات التي تتسبب فيها بكوارث مثل الفيضانات أو السيول، إلا أن  خبر هطول أمطار في موريتانيا - مهما كانت كميتها- يعد خبر هام يتصدر عما عداه من أخبار بل ويتقدم أخبار الرئيس.

وتصدر خبر هطول أمطار على العاصمة الموريتانية نواكشوط وبعض المناطق التابعة لمقاطعة واد الناقة بولاية اترارزة الأربعاء 4/8/2010 أخبار أمس.

ويعد الخبر الرئيسي هذه الأيام في وسائل الإعلام المحلية ليس عن هجوم الجيش على مواقع تنظيم القاعدة في الصحراء، ولا حتى عن نشاطات الرئيس وخطاباته، بل إن الجدال السياسي بين المعارضة والسلطة قد يأتي في نهاية النشرات الإخبارية، ولا تتطرق إليه الصحف إلا لماما، فالخبر الأهم بالنسبة للمواطن الموريتاني اليوم هو أين هطلت الأمطار؟وكم منسوبها، وكم مليمتراً سجلت المقاييس؟ وهل أنبتت الزرع أم أن السهول ما زالت جرداء وبحاجة للمزيد من "أسحاب" كما تسمى الأمطار محلياً؟.

ويرتبط المواطن الموريتاني بالأمطار وأخبارها بشكل غير عادي، ويعزو خبراء اجتماعيون هذا الأمر للعلاقة القديمة التي ربطت بين البدوي وبحثه الدائم عن الكلأ والمرعى لماشيته، ولا سيما أن أغلبية سكان موريتانيا من أصول عربية، وكانت هذه الأغلبية تعتمد في حياتها اليومية على تربية الماشية وتنميتها، نظراً للتضاريس الصحراوية القاسية التي تميز جغرافية البلاد، والمناخ الجاف أغلب فترات السنة، مما يعوق دون ممارسة أنشطة اقتصادية أخرى كالزراعة مثلاً.

إلا أن هذا المبرر الذي يفسر به البعض هذا الاهتمام – المبالغ فيه – بأخبار المطر في موريتانيا لم يعد مطروحاً حالياً؛ بعد أن انخفضت بشكل كبير نسبة الكثافة السكانية في الأرياف، وباتت الغالبية تستوطن المدن الرئيسية في البلاد كنواكشوط ونواذيبو على الساحل الأطلسي.
رایکم