۱۴۳۵مشاهدات
"حتى لو لم أكن أنا الذي رتبت هذه المقابلة من أولها حتى آخرها لانطلت علي، فاللباس العربي لباس يخفي تحته أكثر مما يخفيه أي لباس آخر، إنه لباس يستر كل من يريد الستر، خاصة في البلاد العربية، والسعودية بالذات، لكنه في أوروبا علامة فارقة".
رمز الخبر: ۲۲۴۴۸
تأريخ النشر: 25 October 2014
شبكة تابناك الاخبارية: بين يدينا وثيقة تاريخية هامة بخط السلطان عبد الحميد الثاني، تتضمن رسالة كان قد وجهها السلطان بعد خلعه إلى شيخه الشاذلي محمود أبي الشامات، وفيها سر خلعه عن الخلافة، نشرها المرحوم سعيد الأفغاني في مجلة العربي الكويتية في عددها الصادر في شوال 1392 الموافق كانون أول 1972 وأعاد نشر مضمونها الأستاذ رفيق النتشة في كتابه (السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين) والدكتور موفق بني المرجه في كتابه القيم (صحوة الرجل المريض) والباحث محمد علي شاهين في كتابه (قضايا القرن العشرين) وننقلها من مجلدات العربي المحفوظة من مكتبة مراجع أمانة عمان الكبرى، أما الترجمة العربية للرسالة فقد قام بها الشيخ أحمد القاسمي الدمشقي، وإليك الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.

أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبل يديه المباركتين راجيا دعواته الصالحة. بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.

سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارا، وأعرض أنني مازلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.

بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ: إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني _ بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم _ اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة. إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيرًا وعدوا بتقديم 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: (إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا - فضلا عن 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا). وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك) فقبلت بهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين… وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع الهام، وبه أختم رسالتي هذه. ألثم يديكم المباركتين، وأرجو واسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.

يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما، ونحيط جماعتكم بذلك علما أيضا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في 22 أيلول 1329
خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد المجيد

================

قال حاييم وايزمان في مذكراته: (انشاء الكيان السعودى هو مشروع بريطانيا الاول... والمشروع الثانى من بعده انشاء الكيان الصهيونى بواسطته ) ويضيف نقلا عن تشرشل الرئيس الاسبق للحكومة البريطانية, والذى كان له دور اساسي وبارز في قيام الكيان الوهابي السعودى والكيان العنصري الصهيونى : ( في 11/3/1932 قال تشرشل : اريدك تعلم يا وايزمان اننى وضعت مشروعا لكم ينفذ بعد نهاية الحرب ( الحرب العالمية الثانية) يبدأ بأن ارى ابن سعود سيدا علي الشرق الاوسط وكبير كبرائه, علي شرط ان يتفق معكم اولا, ومتى قام هذا المشروع, عليكم ان تاخذوا منه ما امكن وسنساعدكم في ذلك, وعليك كتمان هذا السر, ولكن انقله الي روزفلت, وليس هناك شئ يستحيل تحقيقه عندما اعمل لاجله انا, ووزفلت رئيس الولايات المتحدة الامريكية ) .

هكذا اسس الانجليز مشروع دولة ال سعود ومكنوهم من جزيرة العرب حيث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين, كخطوة مرحلية لاقامة الدولة الصهيونية وتمكينها من القدس ثالث الحرمين الشريفين واولي القبلتين والارض التى بارك الله حولها, لاسباب لا تخفي علي احد, وهى اعاقة قيام الدولة العربية الموحدة كمشروع اساس لاقامة دولة الاسلام العالمية. ولازال الامر علي حاله بالرغم من المتغيرات الدولية واهمها تحول مركز القيادة من بريطانيا الي امريكا وبروز الافكار البراجماتية الانجلوسكسونية التى تحرك السياسة الامريكية, والتى بدات تعلم تمام العلم انتهاء مهمة النظام السعودى بعد ان تحققت جميع الاغراض التى اسس لاجلها, وهى تدمير المشروع القومى, وتشويه الدين الاسلامى, واحكام قبضتها علي المنطقة, ولم تعد قادرة علي تحمل استهجان الراى العام العالمى والمجتمع الدولي المطالب بضرورة تغيير هذا النظام الجاهلي بعد ان تمكنت الصهيونية من فلسطين واهلها, تفعل بها وبهم ما تشاء دون رقيب او حسيب, والخطر بات يهدد الحرمين الشريفين والصامت علي الحق لا شك انه شيطان اخرس.
==============
هكذا باع الوهابية فلسطين لليهود

جون فيلبي؛ مستشار المخابرات الإنكليزية
ووزير مالية إسرائيل في عهد بيغن، التقط له هذه الصورة في عام 1945 جون فيلبي؛ مستشار المخابرات الإنكليزية لدى عبد العزيز آل سعود، وقد علق عليها فيليبي بقوله: (جاء سمحا ايرلخ مرسَلاً من بن غوريون إلى عبد العزيز، يستفسر منه عن مغزى تصريحات عبد العزيز التي أدلى بها واعداً الفلسطينيين بإرسال أسلحة ومتطوعين وأموال لإنقاذهم، وقوله إنه يعتبر أن فلسطين للفلسطينيين، وذكر سمحا ايرلخ عبد العزيز بـ"الاتفاقيات التي عقدت بينه وبين بريطانيا لدعم اليهود في وطن لهم في فلسطين، والمواثيق التي عقدت بينه وبين روزفلت، وعلى أساسها أقدمت بريطانيا وتقدمت أمريكا لدعمكم"، فأبلغه عبد العزيز أن "كل هذه التصريحات التي قلتها أو سأقولها تصريحات للتغطية، فماذا تريد أن أقول مثلاً؟ هل تريد أن أقول إنني أؤيد اليهود لإعطائهم فلسطين لأحطم نفسي بهذه الأقوال؟ كُن على ثقة بما أعمله لليهود، ولا تثق بما أقول.."، فاطمأن ايرلخ).

أما كيف وصل إيرلخ إلى الرياض، فهذا ما يوضحه فيلبي بطريقة مضحكة، رغم أنها مخزية.

يقول فيلبي: "بعد مجيئي من فلسطين، أبلغت عبد العزيز بقلق الأوساط اليهودية، وقلق بن غوريون بوجه خاص، من تصريحات عبد العزيز وأولاده للوفود الفلسطينية.. وقلت لعبد العزيز إنني أبلغت بن غوريون أن بإمكانه إرسال من يشاء ليطمئن على أن السعودية تأتي في المقام الرابع بعد بريطانيا وأمريكا واليهود، من حيث دعم حق اليهود في إقامة دولتهم في فلسطين، فاتفقنا على موعد حددناه يوم 13/9/1945، يصل فيه ايرلخ ومن يرافقه بجواز سفر إنكليزي، عن طريق الظهران".

فقال عبد العزيز: "لكننا كيف نخفيهم"؟ قلت: "نلبسهم كسوة عربية". قال عبد العزيز: "هذه ثيابي جاهزة نلبسهم من نفس الثياب التي ألبسها؛ من الطاقية والشماغ والعباءة والثوب، إلى السروال والنعال".. وما أن وصل سمحا ايرلخ ومرافقه عن طريق الظهران، حتى ألبسناهما ثياب عبد العزيز، فقابلاه في قصر المربع بالرياض، واصطحبتهما من مطار الظهران إلى الرياض، وقدمتهما أمام الحاضرين باسم (الشيخ سمحان وخويه)، وقلت إنهما من عرب المهجر المسلمين، جاءا للسلام على عبد العزيز أمام المسلمين والعرب. وبعد القوة المرة، اختلينا، ودار الحديث الآنف، وقد أعجب سمحا ايرلخ بتسميته الجديدة "الشيخ سمحان"، وانطلت هذه التسمية على الجميع ما عدا الأمير فيصل، حتى الأمير سعود وأقرب المستشارين والمؤلفين انطلت عليهم.

وأردف فيلبي يقول: "حتى لو لم أكن أنا الذي رتبت هذه المقابلة من أولها حتى آخرها لانطلت علي، فاللباس العربي لباس يخفي تحته أكثر مما يخفيه أي لباس آخر، إنه لباس يستر كل من يريد الستر، خاصة في البلاد العربية، والسعودية بالذات، لكنه في أوروبا علامة فارقة".

وأخيراً قال فيليبي: إن سمحا ايرلخ خرج مقتنعاً بصدق نوايا عبد العزيز، وقد منحه عبد العزيز عشرة آلاف جنيه استرليني، خرجية تليق بمقامه كـ"شيخ مغترب"، وقال وهو يودعه أمام الحاضرين: سلمولي على الرجال داود.. و"الرجّال الذي يقصده عبد العزيز هو ديفيد بن غوريون".

النهاية
رایکم