۸۲۲مشاهدات
رمز الخبر: ۲۱۹۹۴
تأريخ النشر: 12 October 2014
شبكة تابناك الاخبارية: مر أسبوع على تخويل البرلمان التركي الرئيس رجب طيب اردوغان باجتياح الاراضي السورية والدخول مباشرة في الحرب الدائرة هناك بين تنظيم ما يعرف بـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) من جهة والتحالف الغربي ـ العربي من جهة أخرى، وبين نظام الرئيس الأسد في سوريا والمعارضة المدعومة من الغرب ودول الخليج.. فلماذا تتردد تركيا من التدخل؟

ولماذا تمنع تدخل اكراد تركيا من التدخل دفاعاً عن كوباني (عين العرب) وفي الوقت نفسه لاتريد ان تسقط المدينة الملاصقة لحدودها بيد قوات "داعش”؟

هل ستنجح تركيا في اللعب على عامل الزمن وتحقق ما تريده من منطقة عازلة بعمق 20 كيلومترا داخل الاراضي السورية؟ وما هو تاثير ذلك على مسيرة السلام مع حزب العمال الكردستاني (PKK) والمعارضة السورية وعلاقاتها الاقليمية؟

ان تركيا ترى في المنطقة العازلة التي تعتبرها مقدمة لاسقاط حكم الرئيس بشار الأسد خلاصاً من ورطتها ومحنتها التي انتهت اليها سياسة المغامرة التي تبعها اردوغان، لذلك تحاول بشتى الطرق المحافظة على قوة "داعش” من جهة وقوة القوى المناوئة له من جهة اخرى، حتى يصل التحالف الى نتيجة مفادها: لزوم التدخل البري ضد "داعش” في المرحلة الاولى، ونظام الرئيس الأسد في المرحلة الثانية.. وبالتالي سيتحجم دور الاكراد في سوريا ولن يشكلوا عمقاً لوجستياً لاكراد تركيا، بالضبط كما عزلت اكراد العراق عن اكراد تركيا من خلال بعض القيادات التركية العراقية وفي مقدمتها السيد مسعود بارزاني.

وكوباني الملاصقة للحدود التركية، تتألف بغالبيتها من اكراد تركيا الذين نزحوا الى الاراضي السورية مع قيام الجمهورية "الاتاتوركية” في تركيا عام 1923، وبالتالي تتمتع بعلاقات واسعة وعميقة مع اكراد تركيا وفعالياتهم السياسية وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان.. ومن هنا نجد اهتمام اكراد تركيا بوضع المدينة ودفاعهم عنها، حتي لو انتهي الأمر الي الصدام مع الحكومة ووقوع ضحايا وانهاء عملية السلام مع الحكومة التركية والقضاء علي أملهم باخراج اوجلان من سجنه الذي امتد الي 15 سنة.

في المقابل تحاول تركيا أن لا يكون هناك منتصر في معارك عين العرب (كوباني) وبالطبع معها التحالف الغربي بدرجة أقل.. فتركيا تريد أن تكون كوباني مقتلة لـ”داعش” و”الاكراد” علي حدّ سواء.. وهو ما عبر عنه تصريح اردوغان الذي قال فيه: حزب العمال الكردستاني ليس بأفضل من تنظيم الدولة الاسلامية!

بالعكس بالنسبة لاردوغان يعتبر حزب العمال الكردستاني وأكراد سوريا القريبين من حكومة الرئيس الأسد، أشد خطراً عليه وعلى مشروعه ومشروع حلفائه من "داعش” التي يحتفظ بعلاقات طيبة مع أطراف قريبة منها او ملاصقة لها، وعلي مستوي دول وتنظيمات وشخصيات، وهو ما عكسته صفقة الدبلوماسيين الاتراك مؤخراً مقابل 180 داعشياً حسب معظم التقارير.

بالعكس يري اردوغان أن هزيمة "داعش” سيشكل ضربة لمشروعه في اسقاط النظام بسوريا، لأن "داعش” وحليفتها "النصرة” هما العمود الفقري للمعارضة السورية المسلحة التي تقف تركيا ودول الخليج والغرب خلفها… وعلي هذا يكون القضاء علي "داعش” و”النصرة” مع الفشل المتكرر في خلق قوات وكتائب علمانية للمعارضة بسبب طبيعة الصراعات التي خلقها التحالف الغربي مع دول الخليج، نهاية المعارضة السورية المسلحة وحلم تركيا وحلفاءها بسقوط نظام الرئيس الاسد.

أما المنطقة العازلة التي تريدها تركيا داخل الاراضي السورية وعلي امتداد 822 كم وهي أطول حدود لسوريا مع جيرانها، كشرط لانظمامها وتحركها ضمن قوات التحالف الدولي ضد "داعش”.. فتهدف تركيا من وراءها الي:

1. الخلاص من تبعات تبنيها للمعارضة السورية المسلحة واللاجئين الذين فاق عددهم المليون لاجئ حسب الحكومة التركية وهم يشكلون تحدياً اقتصادياً وأمنياً لها.

2. اجهاض المشروع الكردي بأقامة اقليم حكم ذاتي او فيدرالي علي غرار ما للاكراد في العراق، لأن الاقليم او منطقة الحكم الذاتي سيشكل عمقاً استراتيجياًلاكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي لا تزال أنقرة تعتبره تنظيماً ارهابياً.

3. استقطاب الدعم الأقليمي والعالمي من الاطراف المناوئة لحكومة الرئيس الأسد مما يريد عليها ربحاً اقتصادياً وسياسياً.

4. دعم موقف حلفاءها في القيادات الكردية العراقية التي تتعارض مواقفها مع موقف اكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني.. وبالتالي خلق موقف كردي اقليمي ينسجم مع رؤاها وتصوراتها.

5. السيطرة او علي الاقل الاقتراب من مصادر النفط في شرق سوريا ومن حلب التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لهذا البلد وعلي مصادر وذخائر المياه.

6. رفع اي تهديد محتمل من قبل الجيش السوري من خلال منطقة حظر للطيران والتي تعتبر من مستلزمات اقامة منطقة عازلة.. أضافة الي تعهد حلف الناتو بالدفاع عن الاراضي التركية مقابل اي تهديد صاروخي.

7. تسهيل عمليات التجنيد للمعارضة والتدريب من خلال مخيمات اللاجئين ومعسكرات التدريب.

8. مواجهة النفوذ الروسي والقضاء عليه بواسطة تمدد الناتو داخل الاراضي السورية واقامة قواعد عسكرية عليها.

9. تخفيف الجهد الأمني على الكيان الصهيوني من خلال نقل جهد كبير للجيش العربي السوري نحو المناطق الشمالية، مما يضعف موقف المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

لكن هذا المشروع التركي صعب التطبيق بسبب التناقضات التي يحملها في داخله وعدم اجماع الاطراف المشاركة في التحالف الدولي عليه، ففي حين تدعو فرنسا الي منطقة عازلة، لاتزال لندن وواشنطن مترددتان تجاهه، وفي حال تورط انقرة فيه، سيتحول الى وبال عليها ومستنقع قد تكون فيه نهاية اردوغان السياسية ولربما الاسلاميين في تركيا.. هذا فضلاً عن ان الدول المعارضة للسياسة التركية فيما يتعلق بالوضع السوري لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء ذلك، وهو ما يفسر تردد أنقرة في مغامرتها باجتياح الاراضي السورية.

الراي اليوم
رایکم