۴۹۹مشاهدات
جدير بالذكر أن في دولة ماليزيا ما يقارب 20 ألف شيعي ماليزي، ويقيم فيها ما يقارب 30 ألف إيراني للعمل او الدراسة. وستعرض هذه الدعايات الكاذبة حياة هؤلاء للخطر، وسوف تلحق الضرر باقتصاد ماليزيا وصورتها الحسنة ومحبوبيتها.
رمز الخبر: ۲۱۶۲
تأريخ النشر: 20 December 2010
شبکة تابناک الأخبارية: أقام الشيعة في مختلف الولايات الماليزية مراسم عاشوراء بحرية تامة، إلا أن حكومة ولاية "سلانجور" وضعت الشيعة تحت أشد الضغوط الأمنية والدعائية، وقدمت رجل دين ماليزي وآخر إيراني للمحاكمة!

وقامت قوات الأمن في ولاية سلانجور الماليزية هاجمة ليلة عاشوراء "حسينية الشيعة" وخربت مراسم العزاء الحسيني، واعتقلت عددا المشاركين فيه.

في يوم عاشوراء لهذا العام المصادف 15 كانون الأول 2010 شهدت حسينية "حوزة الإمام علي بن موسى الرضا(ع)" الواقعة في منطقة "ري جمباك - Seri Gombak" من ولاية سلانجور الماليزية مراسم عزاء شارك فيه 200 من الشيعة.

وتفيد الأخبار الواصلة من ماليزيا أن هؤلاء المجتمعين منهم 105 من شيعة ماليزيا رجال ونساء، وعدة أندنوسيين، واثنان من ميانمار، والباقي من الشيعة الإيرانيين والباكستانيين المقيمين في هذا البلد، وبدأت مراسم هؤلاء الشيعة في الساعة الثامنة مساء حسب التوقيت المحلي. بدأ برنامجهم بإقامة صلاة المغرب والعشاء، ثم قراءة زيارة عاشوراء، وبيان مختصر عن واقعة عاشوراء.

ثم ألقى "حجة الإسلام والمسلمين محسن رادمرد" وهو مبلغ إيراني كلمة كان يترجمها إلى اللغة الملاوية "حجة الإسلام والمسلمين حاجي محمد كامل زهيري بن عبد العزيز" وهو رجل دين شيعي ماليزي.

وموضوع هذه الكلمة هو "دور وعلامات المؤمن المسلم" وفجأة وفي حوالي الساعة 10:15 مساء هاجم مجلس العزاء عدد من الأفراد يدعون أنهم ضباط منفذين للقانون ينتمون إلى ما يدعى "مؤسسة الشؤون الدينية في ولاية سلانجور (JAIS)".

وقام هؤلاء الأشخاص يدعمهم رجال شرطة بمنع استمرار الكلمة وقرأوا حكما قضائيا يوجه هجومهم هذا. ووفقا لهذا التقرير فقد دخل عدد من الضباط بأحذيتهم إلى مجلس العزاء مما أثار غضب الحاضرين فاضطر هؤلاء إلى خلع أحذيتهم. ومن أجل تقليل حدة التوتر قام المشاركون برفع أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد. وطالب الضباط من الحاضرين التزام الهدوء أثناء التحقيق وتفتيش المكان.

وفي هذا التفتيش قامت قوات الشرطة بجمع هويات وجوازات سفر جميع الحاضرين، والكتب الدينية، ومنها القرآن الكريم، وكتب الأدعية، والتربة، والبوسترات، والصور.

وبعد هذا الهجوم اعتقلت الشرطة "الشيخ كامل زهيري" و"حجة الإسلام والمسلمين رادمرد" مع حوالي 200 من الشيعة المشاركين في مجلس العزاء. وتم الإفراج عن المعتقلين بعد عدة ساعات، إلا أن الشيخين زهيري ورادمرد بقيا قيد التحقيق الذي استمر حتى الساعة 2:00 صباحا. ثم طلبوا منهم أن يحضروا إلى المحكمة الشرعية في الساعة 10:00 صباحا لاستكمال التحقيقات.

وبعد هذه المحاكمة الابتدائية تم إطلاق سراحهما بضمانة ثقيلة، وتم تحديد يوم 20 كانون الأول 2010 لمحاكمتهم. وتم حجز جواز سفر الشيخ رادمرد إلى يوم المحاكمة.

وتم استدعاء كل المشاركين في العزاء للتحقيق معهم في مؤسسة سلانجور الدينية، وعليهم الحضور في شهر آذار 2011 المقبل في المحكمة التابعة للشريعة.

دعيات كاذبة

بعد هذه الاعتقالات بدأت حملة دعايات كاذبة استهدفت التشيع، منها ما صدر عن مؤسسة الشؤون الدينية في سلانجور حيث ادعت: "أن شيعة ماليزيا يسعون إلى  إسقاط نظام الحكم الملكي في ماليزيا"!

وقامت القنوات التلفزيونية الماليزية بعرض واسع لصور المعتقلين الشيعة، وقام رئيس مؤسسة سلانجور الدينية – وهو شخص متأثر بالفكر الوهابي – بكيل التهم للشيعة في برنامج  تلفزيويني.

وصرح « داتوك محمد خورسين مناوي ـ Datuk Muhammed Khusrin Munawi» في مقابلة صحفية حول الهجوم على حوزة الامام  الرضا(ع) قائلا:

1 – لقد قامت مؤسستي بتحقيقات واسعة في حول نشاطات هذا المركز منذ تأسيسه قبل عامين وحصلت على وثائق كافية حول الشيعة قبل القيام بهذه الهجمات!.

2 – هذه العمليات هي أكبر عمليات ضد "التعاليم المنحرفة" في سلانجور.

3 – سوف يتم إحضار هذه المجموعة  إلى  مكتبي للتحقيق معهم بشكل أكبر، ونحن نعتقد أن التعاليم المنحرفة لهذه المجموعة انتشرت في سائر الولايات.

4 – تمت هذه العمليات ضد 200 شخص منهم أجانب! يظن أنهم من الجنسية الإيرانية.

5 – نحن نتهمهم بنقض فتوى مفتي سلانجور القائلة: "إن التشيع منحرف عن تعاليم أهل السنة والجماعة، أو التعاليم الحقيقية للإسلام"، ونتابعهم قضائيا وفقا للمادة 12(c) من قانون المنظمات الإسلامية المصوب عام 1989.

6 – يرى هؤلاء جواز زواج المتعة وبذلك بإغواء البعض وجذبوهم إلى التشيع!!

7 – لا يجب الحج عند  هؤلاء،  ويكتفون بزيارة الحسين[ع] الذي يمنحهم الجنة!

8 – إن هؤلاء يجمعون الصلاة اليومية (الظهر والعصر، والمغرب والعشاء) دون ضرورة، أو في حالة سفرهم 90 كيلومترا يرون ذلك جائزا!

9 – يستخف الشيعة بالعبادات فيجتذبون البعض بذلك.

10 – بعضهم متشدد جدا ولا يروننا مسلمين، ويحلون سفك دمائنا.

11 – يرون أن قتل أهل السنة جهاد. وأنا أرى أن هذا الاعتقاد بدلهم إلى خطرين جدا.

12 – وفقا للمستندات والوثائق التي حصلنا عليها فإننا إذا سمحنا لهذا الفريق المتعصب من الشيعة المتطرفين بالعمل سيشكل خطرا أشد من سائر الفرق المنحرفة بما يهدد أمننا.

وفي الختام أكد خورسين قائلا: سيحاكم كل المعتقلين وفقا للمادة 12 (c) من القانون المصوب سنة 1995 في المحكمة الشرعية الجنائية، وتنص هذه المادة على المتابعة القانونية لكل من يتجاوز ويهين الفتاوى الصادرة عن الجهات الدينية،او يتجاوز عليها. جدير بالذكر أن بعض المعتقلين هم من أساتذة الجامعات والطلاب، والحقوقيين، وموظفي الدولة في ماليزيا.

تأثير الوهابية:

من الواضح  أن  التهم التي وجهها خورسين للتشيع لا أساس لها من الصحة، بل هي تعبر عن آراءه الخاصة المتأثرة بالفكر الوهابي السلفي، والكثير منها موجود في فتوى مفتى سلانجور أيضا! وصارت هذه الفتوى أساسا قانونيا للضغط على الشيعة.

ولقد نشرت الصحف في سلانجور هذه  النقاط – على  الخصوص الصحيفة التي تنقل فتاوى سلانجور – وبين تلك الفتاوى توجد  فتوى  تقول: "لا  يعترف الشيعة بالأحاديث التي ينقلها أهل السنة، ويتهمون أصحاب النبي(ص) بالكفر!". ولقد أجاب علماء  الشيعة مرارا  وتكرارا عن هذه التهم.

ووفقا لفتوى  مفتي سلانجور فإن  التشيع منحرف عن تعاليم أهل السنة والجماعة؛ لأنه يتناقض مع تعاليم وعقائد وأفكار أهل السنة والجماعة.

احتجاجات  واسعة

واستتبعت هذه الخطوات الخطيرة احتجاجات واسعة النطاق. منها المظاهرات التي سيقيمها الشيعة في تايلند ضد  هذه الهجمات.

وكذلك سيقوم الطلاب الماليزيون الشيعة في قم غداء بالتوجه  الى السفارة الماليزية في طهران للاحتجاج على  هذه الخطوات الظالمة.

خطر التشدد الوهابي على ماليزيا

جدير بالذكر أن في دولة ماليزيا ما يقارب 20 ألف شيعي ماليزي، ويقيم فيها ما يقارب 30 ألف إيراني للعمل او الدراسة. وستعرض هذه الدعايات الكاذبة حياة هؤلاء للخطر، وسوف تلحق الضرر باقتصاد  ماليزيا وصورتها الحسنة ومحبوبيتها.

ويحكم ماليزيا نظام ملكي دستوري، وإدارة فدرالية. وفي هذا البلد 13 ولاية ويطلق على محافظ الولاية عنوان "ملك".

وهذه الولايات هي: "جوهر"، "كداه"، باهنج"، "نجري سمبيلان"، كلانتان"، "براك"، "سلانجور"، "برليس"، "ترانجا"، "ملاكا"، "بنانج"، "بوتراجايا"، "كوالالامبور"، وكل منها فيه قوانين مستقلة، وتنفرد ولاية سلانجور بهذه الفتاوى والقوانين العجيبة الغريبة.
رایکم