۴۵۲مشاهدات
قال "لم يعد ثمة من يستطيع حماية المسيحيين، وبقاؤهم في العراق يعني انهم سيكونون على الدوام عرضة للموت، سواء على يد تنظيم "القاعدة"، او "داعش"، او أياً كان الاسم الذي سيتخذه المتشددون الاسلاميون في المستقبل".
رمز الخبر: ۲۰۹۶۸
تأريخ النشر: 26 August 2014
شبكة تابناك الاخبارية: قال بطرس الذي افترش رصيف معبر ابراهيم الخليل بانتظار تأشيرة الدخول الى الاراضي التركية، بأن "لم يعد أحداً من المسيحيين يفكر في البقاء في العراق بعدما عجزت الدولة عن حمايتهم من تنظيم "داعش"، وتخلت قوات البيشمركة الكردية عن مناطقهم في سهل نينوى من دون قتال، وشارك في قتلهم ونهب ممتلكاتهم مواطنوهم في مدينة الموصل، وباتت كردستان الملاذ الاخير للمسيحيين، مهددة من تنظيم "داعش" الذي بات على مقربة 35 كيلومتراً منها".

مثله تماماً يعتقد القس لازار متي، قال "لم يعد ثمة من يستطيع حماية المسيحيين، وبقاؤهم في العراق يعني انهم سيكونون على الدوام عرضة للموت، سواء على يد تنظيم "القاعدة"، او "داعش"، او أياً كان الاسم الذي سيتخذه المتشددون الاسلاميون في المستقبل".

رحلة القس بطرس لم تكن الاولى، فقبلها بنحو شهر هرب بطرس مع اكثر من 10 آلاف مسيحي من مدينة الموصل التي تعد اول موطن للمسيحية في العراق، مستفيدين من عفو خاص من خليفة تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي، يخيرهم بين دخول الاسلام، او دفع الجزية، او الموت، أو ترك المدينة قبل ظهيرة يوم السبت 19 تموز (يوليو).

لاحقاً، عاد القس بطرس ليغادر مدينة دهوك باتجاه معبر ابراهيم الخليل الحدودي بعد ساعات من وصول مقاتلي "داعش" الى مشارف المدينة.

تشبه مسارات هجرة القس بطرس، قصة الهجرة التي تاه فيها أكثر من 100 ألف مسيحي بعيداً من مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى، ويلخص القس سيمون دانيال قصة مطاردة مواطنيه المسيحيين وتهجيرهم، بأنها "نسخة مكررة من قصة يهود العراق"، فهؤلاء، تلاشوا تماماً من البلاد خلال أقل من عقدين، لكن النسخة المسيحية من القصة كانت أكثر إذلالاً وقسوة، وقد لا تحتاج حتى الى عامين لتكتمل".

يتذكر القس دانيال ان سكان الموصل رحبوا يومها بمقاتلي التنظيم، وانضم الآلاف منهم اليه، وفيما هربت غالبية الاسر المسيحية اسوة بالأسر الشبكية والتركمان الشيعة منذ الايام الاولى لدخول "داعش"، عادت مئات الاسر المسيحية بناء على تطمينات من اهالي الموصل وتنظيم "داعش" بأن احداً لن يتعرض لهم، موضحآ "ان المسيحيين تعرضوا للخديعة، وأن أهالي الموصل الذين يساندون داعش الإرهابي لم يكونوا جديرين بالثقة على الاطلاق".

وبين دانيال ان "أهالي الموصل "الداعشيين" قاموا بعرض المسيحيين المحتجزين بسوق لبيعهم اشبه بسوق بيع الجواري أيام العصر الجاهلي".

ويضيف ان هذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها المسيحيون للتهجير في الموصل، حدث هذا عام 2007 ثم مرة اخرى عام 2008 حين قطعوا اجساد بعض القساوسة وقتلوا القس فرج رحو، ثم لاحقاً هاجروا من بغداد والموصل بعد احداث كنيسة النجاة، وموجات تفجير الكنائس خريف عام 2011"، موضحآ ان "كان معظم المسيحيين يعرفون انهم سيتركون الموصل يوماً ما، لكن لم يخطر في بالهم أبداً انها ستكون بهذه الطريقة المذلّة".

النهاية
رایکم
آخرالاخبار