۱۱۴۴مشاهدات
رمز الخبر: ۱۹۹۶۳
تأريخ النشر: 02 July 2014
شبکة تابناک الاخبارية: "الدولة الاسلامية في العراق والشام " الموسومة بداعش هي حركة سلفية متطرفة تحمل فكراً جهادياً لا يمت الى الجهاد الاسلامي بادنى صلة لكنها حظيت بدعم كبير من قبل السلفيين المتشددين في البلدان الاسلامية.

نشر موقع " برهان " تحليلاً مفصلاً بقلم لطف الله برندين حول دراسة الجذور التي نشأت منها الحركة الارهابية التي اطلق عليها اسم " الدولة الاسلامية في العراق والشام " والتي عرفت اليوم على نطاق واسع باسم " داعش " وتطرق كاتب التحليل الى حقيقة هذه الحركة المتطرفة والتي لا تمت بادنى صلة للاسلام لا من قريب ولا من بعيد فقال: يا ترى كيف تاسست هذه الحركة الارهابية المتطرفة ولماذا تاسست وما هي البلدان التي اسستها وما الهدف المراد من وراء ذلك؟

يشهد العراق اليوم موجة ارهابية شرسة شنها عليه ارهابيو داعش الذين دمروا مساحة شاسعة من سوريا قبل ذلك واليوم فان حركة داعش هذه بدات تهدد المنطقة باسرها لكونها تحمل فكراً سلفياً جهادياً حيث سيطرت على محافظات في شمال وغرب العراق كما تسيطر على الرقة والحسكة السوريتين وشيئاً فشيئاً بدأت تتغلغل في الاردن والشاهد على ذلك ما يحدث في مدينة معان.

البذرة الاولى لهذه الحركة الارهابية قد زرعت في عام 2004م عندما اسس الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي حركة " التوحيد والجهاد " الارهابية في العراق التي استهدفت الشيعة لكنها سرعان ما اشتبكت مع بعض اهل السنة هناك مما ادى الى اندلاع خلافات بين القوى الجهادية المنضوية تحت راية تنظيم القاعدة الارهابي لكن الزرقاوي بحسه الطائفي وبضغوط من مخابرات دولية واقليمة جمع الاطراف المتنازعة ووحدها لانها برمتها تعمل على تحقيق هدف واحد وهو ضرب شيعة العراق فتاسس مجلس المجاهدين او شورا المجاهدين عام 2005م ليعين الزرقاوي اميراً للقاعدة في العراق لكن قادة القاعدة الذين كان مقرهم في باكستان وافغانستان لم يرق لهم تنصيب الزرقاوي اميراً للقاعدة دون اذنهم فتبرؤوا منه ومن حركته.

ومنذ اتحاد الحركات المسلحة في العراق اصبحت جميع الحركات الجهادية السنية تتبنى الفكر التكفيري بحيث انها اعتبرت اهل السنة المعتدلين الذين يرفضون قتل الشيعة بانهم كفار وقامت بتصفيتهم ايضاً وفي عام 2006م اعلن الزرقاوي الجهاد ضد شيعة العراق في تسجيل صوتي نشرته المواقع الالكترونية لتنظيم القاعدة والفضائيات المدعومة من قبل ممولي الفكر السلفي التكفيري.

ورغم انفراد هذا الارهابي الاردني بآرائه وتملصه عن اوامر اسياده في باكستان وافغانستان لكنه تمكن من استقطاب جميع الارهابيين في العراق وضمهم تحت سلطته وحظى بدعم حواضن الارهاب في العراق لذلك بسط نفوذه في المثلث السني أي الرمادي والفلوجة وبعقوبة وحاول عزلها عن العراق وتاسيس امارة وهابية لكن الطائرات الامريكية لم تمهله وقصفت مقره في بعقوبة لان مصالح البيت الابيض آنذاك لم تكن تقتضي اقتطاع هذه المدن من سيطرة الحكومة المركزية.

وبعد هلاك الزرقاوي خلفه المصري ابو حمزة المهاجر وفي نهاية العام 2006 تم تاسيس ما يسمى بـ " دولة العراق الاسلامية " بزعامة ابي عمر البغدادي وفي عام 2010 قتل المهاجر والبغدادي في منطقة الثرثار ليصل الدور الى الارهابي ابي بكر البغدادي.

بعد ان تولى الارهابي ابو بكر البغدادي قيادة التنظيمات الارهابية السلفية في العراق بدأ يستقطب اهل السنة المعارضين للحكومة العراقية المنتخبة برئاسة نوري المالكي كما انه تمكن من ضم بعض الوجوه السياسية المعروفة في الحكومة العراقية من اهل السنة واعداً اياهم بزعامة العراق.

وفي خضم هذه الاحداث اندلعت اعمال العنف في سوريا عام 2011م وتاسست جبهة النصرة بقيادة الارهابي السلفي ابي محمّد الجولاني وذلك تحت ذريعة اسقاط الحكومة السورية الشرعية ونظراً لتقارب وجهات النظر بين ارهابيي جبهة النصرة وارهابيي الدولة الاسلامية في العراق اتفق البغدادي مع الجولاني لتوحيد صفوفهما وتاسيس حركة ارهابية جديدة واسعة النطاق في عام 2013م تحمل اسم " الدولة الاسلامية في العراق والشام " والتي اصبحت تعرف باختصار باسم " داعش " وذلك كما هو معروف بامر من اجهزة المخابرات الاقليمية والدولية التي اسستهما وقدمت لهما العون.

ولكن هذا الوئام لم يدم طويلاً فبعد ان تفرد البغدادي بالسلطة وامر جبهة النصرة بان تقاتل تحت قيادته تمرد اعضاء هذه الجبهة الذين هم في الغالبية سوريون ولم يطيعوا اوامره رغم ان الجولاني قبل ذلك كان يمارس اعمالاً ارهابية في العراق تحت امرة البغدادي ومنذ ذلك الحين بدأ القتال بين النصرة وداعش تزامناً مع محاربة الجيش السوري.

ان حركة داعش الارهابية السلفية قد توسعت لدرجة انها استقطبت سلفيين من مختلف بلدان العالم ولا سيما البلدان الاوروبية وحتى الولايات المتحدة الامريكية لذلك حققت هذه الحركة انتصارات كبيرة على معارضيها في سوريا والسيطرة على الحسكة بشكل لم يكن يتوقعه احد مما حفزها على التوسع نحو الحدود العراقية وبالفعل احتلت دير الزور الواقعة على الحدود العراقية لذلك تمكن ارهابيو داعش من السيطرة على مناطق في غرب العراق ولا سيما في محافظة الانبار حيث بسطوا نفوذهم في الرمادي والفلوجة بسرعة فائقة وبالتالي اصبحت المناطق الحدودية المتاخمة للحسكة والانبار تحت تصرفهم بالكامل رغم قتالهم على عدة جبهات اذ كانوا يقاتلون الجيش العراقي والعشائر السنية المعارضة لهم في الجبهة الشرقية وفي الجبهة الغربية كانوا يواجهون الجيش السوري وفي الشمال كانوا يتقاتلون مع ارهابيي سوريا الذين لم ينضووا تحت لوائهم كجيش الاسلام وجيش الشام وجبهة النصرة! فيا ترى هل ان حركة ارهابية متطرفة لها القدرة على هذه المناورة القتالية الواسعة دون دعم اقليمي ودولي؟! طبعاً من يقول انها تستطيع ذلك دون هذا الدعم فهو في غاية السذاجة.

حركة داعش الارهابية قد اراقت دماء مئات الالوف من الابرياء في العراق وسوريا دون التمييز بين مسلم وغير مسلم ولا صغير ولا كبير والارهابيون الذين يدعون الجهاد الاسلامي - والاسلام بريء منهم - يتفنون بالقتل ويتبعون شتى وسائل التعذيب ولا يتورعون من اي منكر يفعلونه والطريف ان الذين يقدمون لهم الدعم المادي والاعلامي والفتاوى التكفيرية يسمونهم مجاهدين وتحرريين فحكام آل سعود الذين لا يعرف شعبهم معنى الديمقراطية والمحروم من ابسط حقوق الانسان يطبلون اليوم للثورات الشعبية في بعض البلدان ويزعمون ان ما يحدث في العراق وسوريا بانها ثورة ضد الظلم والطائفية في حين انهم يغذون الافكار الطائفية المقيتة بالمال والسلاح والاعلام والفتاوى التكفيرية البغيضة.

وما يقوم به حكام الرياض اليوم من سفك دماء لاهداف طائفية لم يعد يخفى على احد فصحيفة " فورين بوليسي " الاسبوعية الامريكية قد نشرت تقريراً موثقاً اثبتت فيه بالادلة القطعية التي لا يمكن التشكيك بها بوجه ان نظام آل سعود يدعم ارهابيي داعش في العراق واكدت هذه الصحيفة الامريكية بالقول: ان سيطرة هذه الحركة الارهابية ليست سوى مؤامرة خطط لها آل سعود وحلفاؤهم لاهداف عديدة وبما فيها مواجهة ايران واضعاف اصدقائها في المنطقة وبالتاكيد فان زعزعة حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتخب نوري المالكي واسقاطه هو حلم كان يراود عبد الله بن عبد العزيز منذ سنوات والسبب في ذلك هو العلاقات القوية للمالكي مع ايران واعتبار الرياض انه حليف قوي لطهران وما يؤيد ذلك ان السعودية الى يومنا هذا لم تفتتح سفارتها في بغداد وبعد ان ادرك عبد الله بن عبد العزيز ان مخططاته التي حاكها لسوريا بغية اسقاط الرئيس بشار الاسد قد باءت بالفشل وجه البوصلة نحو العراق ليضرب عصفورين بحجر واحد اي ضرب الشيعة في العراق عن طريق هجمة ارهابية وهابية واسعة النطاق وتوجيه ضربة استراتيجية لايران عن طريق اضعاف حكومة المالكي في بغداد.

والى جانب السعودية فان قطر تدعم حركة داعش الارهابية سراً وعلناً فهذا البلد الذي لا يكاد ان يرى على خارطة العالم يزخر بالنفط والغاز مما فسح المجال لساسته كي يلعبوا بدولاراتهم على الساحة الدولية ويشتروا الضمائر الضعيفة فتمكنوا من التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة وتسببوا في اراقة دماء مئات الالوف من الابرياء ولا سيما في سوريا والعراق حيث تقوم الدوحة بدعم الفكر السلفي التكفيري وتؤوي التكفيريين وتقدم لهم الدعم اللامحدود وتمهد البساط لداعش وما شاكلها من حركات تكفيرية وهابية لاشعال حروب طائفية في المنطقة واستهداف الشيعة باجمعهم والسنة المعتدلين الذين لا تسيطر عليهم النزعة الطائفية.

المتصيدون في الماء العكر على الساحة الاقليمية اليوم يعلنون عن سياساتهم المساندة للارهاب بشكل علني فتركيا التي يدعي حكامها التحضر والانسانية قدمت وما زالت تقدم دعماً لا محدوداً لجميع الحركات الارهابية والمتطرفة وبما فيها داعش وتسببت انقرة بتدمير البنى التحتية في سوريا والعراق فضلاً عن ذلك فهي تنهب ثروات هذين البلدين وتشتري النفط من داعش بثمن بخس ولا تقيم وزناً للشعبين السوري والعراقي لكن على اردوغان وطاقمه ان يعلموا بان هؤلاء الارهابيين ليس لهم اي صديق مطلقاً ولا يتورعون عن اي فعل لذلك رغم المساعدات التركية اللامحدودة لارهابيي سوريا والعراق نشهد اليوم انهم اختطفوا القنصل التركي في الموصل ومن معه ولا احد يعلم ما يجري وراء الكواليس.

وبالطبع فان الادارة الامريكية شريكة في تاسيس هذه الحركة الارهابية السلفية والغالبية الساحقة من الخبراء والمحللين السياسيين يوجهون اصابع الاتهام لها لدرجة ان بعض وسائل الاعلام قد وثقت اخباراً بان سفارة واشنطن في بغداد كانت على علم بالهجوم الذي شنته حركة داعش على الموصل ولكنها لم تخبر الحكومة العراقية بذلك وبالتاكيد فان ربيبة امريكا في المنطقة اي اسرائيل هي المستفيد الوحيد من كل ما يجري وان الموساد اليوم هو المحرك الاساسي للداعشيين وهناك من يقول بانه هو المؤسس الاساسي لهذه الحركة.

ورغم كل تلك الجرائم الشنيعة التي ارتكبها ارهابيو داعش ومن تعاون معهم من بقايا حزب البعث المنحل لكننا لا نرى اية ردة فعل على الساحة الدولية وكل ما هناك تصريحات تدين ذلك بل ان بعض البلدان للاسف الشديد تدعمها اعلامياً وتؤجج النزاع الطائفي في هذا البلد وتصب النار على النفط.


رایکم