۱۴۳۸مشاهدات
رمز الخبر: ۱۸۸۳۹
تأريخ النشر: 20 April 2014
شبكة تابناك الاخبارية: شكّل قرار العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الأخير والقاضي بإعفاء الأمير بندر بن سلطان من رئاسة جهاز الاستخبارات في المملكة، انتصارًا معنويًا يعزز مناعة الجيش العربي السوري في حربه المتواصلة لسحق الجماعات الإرهابية المسلحة.

وأجمع مفكرون وساسة فلسطينيون على أن هذا القرار يحمل إقرارًا رسميًا من الرياض بفشلها في هزيمة الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال المجموعات المسلحة التي دعمتها ودربتها طوال ثلاثة أعوام لهذه المهمة المستحيلة.

وقال المفكر الفلسطيني الدكتور عادل سمارة: إن "انتصارات الجيش السوري على الأرض لعبت دورًا أساسيًا في إقصاء الأمير بندر بن سلطان".

وأضاف سمارة لمراسل وكالة أنباء فارس: ان "سياسة التصعيد المطلق التي انتهجتها السعودية في سوريا لم تجدِ نفعًا، سيما وأن حليفتها الإدارة الأميركية غير جاهزة لذلك".

وأوضح سمارة أن الأمير بندر من مخلفات مرحلة لم تعد تحكم بشكل مباشر في أميركا، لافتًا إلى أنه كان يمثل امتدادًا لتيار المحافظين الجدد (الجمهوريين) الذين يتعارضون في النهج مع الديمقراطيين.

ورأى أن "هنالك أسبابًا داخليةً وراء هذا القرار، تتعلق بالصراع الذي يدور بين أقطاب وداخل أجنحة الأسرة الحاكمة في السعودية، ناهيك عن محاولة الأمير بندر شراء موقف روسيا حيال الملف السوري بالمال، ما شكل فضيحةً سياسيةً كبيرة للرياض".

وبيّن سمارة أن دولةً بحجم روسيا لها توجهاتها القومية التي لا تباع، وبالتالي فإن ما أقدم عليه بندر كان محرقةً له، لا تجدي نفعًا مع رئيس طامح كفلاديمير بوتين.

ومن غير الواضح حتى الآن – والحديث لسمارة – أن هنالك تغييرًا جذريًا في سياسة السعودية الخارجية بعد إقصاء بندر. وبحسبه فإن "جميع الأطراف داخل المملكة تعادي دمشق، وهم يعتقدون أن صمود النظام السوري يؤثر على وجودهم".

وأعرب سمارة عن اعتقاده في أن تحاول الرياض بشكلٍ أو بآخر تقليل تورطها في سوريا عن عجز، وليس عن تحسن.

من جانبه، توقع سفير فلسطين الأسبق في ايرلندا الدكتور أسعد أبو شرخ، أن يكون فشل الأمير بندر الذريع في سوريا هو السبب الرئيس في إقصائه عن مسؤولية جهاز الاستخبارات السعودي.

وقال أبو شرخ لمراسل وكالة أنباء فارس: "لا يختلف اثنان في كون بندر أخفق عسكريًا وسياسيًا في سوريا، ناهيك عن تكبيده المملكة أموالًا طائلة في سبيل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد".

وأضاف: "هناك مشكلة أخرى نجمت عن سياسة بندر في التعامل مع الملف السوري، وهي السهام التي بدأت ترتد، جراء الخطر الذي باتت تشكله المجموعات المتطرفة، التي أرسلتها السعودية للقتال في سوريا".

ولفت أبو شرخ إلى الصراع الذي يدور داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، موضحًا أن التيار أو الاتجاه الذي يمثله بندر ضعف أمام التيار أو الاتجاه القريب من الملك عبد الله.

وتوقع أن يقوم الملك عبد الله بإقصاء الأمراء المقربين من الأمير بندر عن مسؤولياتهم، وذكر بالاسم وزير الخارجية سعود الفيصل، الذي رشح مؤخرًا في وسائل الإعلام أنه تم تحجيم دوره.

كما وتوقع أبو شرخ أن يكون هنالك اتفاق بين أبناء الملك عبد الله والأمير نايف على تقاسم المناصب والمسؤوليات الكبيرة في المملكة، بعد تنامي خطر الأمير بندر وإخوانه أبناء الأمير سلطان.

وشدد الدبلوماسي الفلسطيني على أن السعودية تتمتع بعلاقات وثيقة مع أميركا، وهي تنسق مع الولايات المتحدة في كل شيء، منبهًا إلى أن خلافاتها مع واشنطن ليست جوهرية.

ولا يعتقد أبو شرخ أن تتغير السياسة السعودية كثيرًا بعد إقصاء بندر، الذي عبّرت الولايات المتحدة عن استيائها من إدارته للملف السوري وطلبت – كما رشح في وسائل الإعلام - منذ كانون الأول (ديسمبر) من العام المنصرم استبعاده.

النهاية
رایکم
آخرالاخبار