۱۵۱۳مشاهدات
صحيفة الاخبار اللبنانية
رمز الخبر: ۱۸۷۰
تأريخ النشر: 04 December 2010
شبکة تابناک الأخبارية: قالت صحيفة الاخبار اللبنانية, ان صورة للملك عبد الله على كرسي نقّال تذكّر بحال الملك فهد، وتفتح المعركة على الخلافة في ظل خلافات تستعر بين أمراء آل سعود، تجاوز صداها حدود المملكة، ليمتد إلى دول الجوار، بل إلى واشنطن.

ویذکر نقلا عن صحيفة "الاخبار" اللبنانية للكاتب "إيلي شلهوب" ,ان حراك غير اعتيادي تشهده الساحة الداخلية السعودية، كمّاً ونوعاً، منذ أيام، إذا ما أضيفت إليه بعض التسريبات الخارجة من الرياض، فإنّهما ينبئان بالحد الأدنى بتوجه نحو ضبط الخلافات التي تعتمل بين أجنحة العائلة المالكة، والتي بدأت تؤثر في الأداء الإقليمي للسعودية ودورها في المنطقة، وربما لا ينتهيان بترتيبات توريث الملك ما بعد عبد الله، الذي يثير حالة من القلق في واشنطن، سواء لدى الإدارة أو أجهزة الاستخبارات.

لكن بدايةً لا بد من الإشارة إلى المقولة التي تحولت لازمة في كل مقال عن السعودية ينشد المهنية ومن يعرف ماذا يدور في أروقة آل سعود لا يتكلم ومن يتكلم لا يعرف. غير أن الركون إلى بعض المؤشرات الظاهرة مع التسريبات التي تخرج بين الفينة والأخرى إلى العلن من داخل الرياض، تضاف إليها المعلومات الموجودة بحوزة العواصم المعنية مباشرةً بما يدور في السعودية مثل دمشق وبيروت وطهران، يمكن أن يساعد على تركيب الصورة.

من هذه المؤشرات سفر الملك عبد الله اليوم إلى الولايات المتحدة بهدف معلن هو العلاج، وإن كانت التسريبات تفيد أنه ذاهب ليبحث ترتيبات الخلافة، وعودة ولي العهد سلطان وأمير الرياض سلمان إلى السعودية وإن كان هناك من وضعها في خانة عدم ترك فراغ في السلطة، وقبلها كان تعيين الأمير متعب، الابن الثالث لعبد الله رئيساً للحرس الوطني وعضواً في مجلس الوزراء الذي يرأسه والده .

و هناك عودة بندر بن سلطان بعد أشهر من الغياب القسري بفعل غضب عبد الله عليه باستقبال حاشد من جانب العائلة المالكة في المطار وتفيد التسريبات أن خطوة تعيين متعب في منصب كان يشغله عبد الله هي عملياً المرة الأولى التي يتخلى فيها ملك عن منصب يشغله على حياته وقد أرادها عبد الله كنموذج يؤهله ليطلب من الآخرين الاقتداء به.

وتضيف التسريبات نفسها أن عبد الله مع نقل السلطة إلى جيل الأحفاد، ويبدو أن لديه تصوراً يقوم على تعيين خالد الفيصل نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، مكان نايف، ما يؤهله ليكون ولي العهد المقبل، وخالد بن سلطان وزيراً للدفاع ومحمد بن نايف وزيراً للداخلية وتركي الفيصل وزيراً للخارجية، وبندر بن سلطان رئيساً للاستخبارات، مشيرةً إلى مرض الأمير سلمان بداء القلب وإلى أن البحث جار عن منصب لمحمد بن فهد على قاعدة أن السعوديين يهتمون جداً بأبناء الملوك .

مصادر قريبة من أروقة صناعة القرار في السعودية تقول إن أولاد سلطان هم من أعادوه إلى الرياض لقطع الطريق على عمهم نايف لتسلم مقاليد الحكم فعلياً بغياب الملك. وتضيف إن عبد الله، لمّا تسلم الحكم فعلياً بعد عجز الملك فهد، درّج عُرفاً بأن يحوّل جميع قرارات مجلس الوزراء، الذي كان يرأسه بغياب فهد، إلى الملك من أجل توقيعها. ولمّا كان أولاد سلطان يعرقلون هذا الأمر بحجة أن الملك تعِب أو نائم أو ما إلى ذلك، عمد عبد الله إلى تعيين عبد العزيز بن فهد وزيراً في الحكومة، وكان يعطيه، مع انتهاء كل جلسة، القرارات ليأخذها إلى والده لتوقيعها. ليس واضحاً كيف سيجري هذا الأمر الآن بغياب عبد الله.

تطورات تكتسب أهميتها من حقيقة باتت متداولة في كلياتها، وإن كانت غير معروفة كثيراً في تفصيلاتها، وهي أن السعودية وإن كانت صفتها مملكة، لكنها في الحقيقة أربع ممالك يتزعم واحدة منها عبد الله فيما يقود الثلاث الأخريات السديريّون الثلاثة: نايف وسلطان وسلمان، وهذه الممالك الأخيرة، وإن كانت في صراع في ما بينها، لكنها متحالفة في وجه مملكة عبد الله. فضلاً عن أن العائلة المالكة يعصف بها نوعان من الصراعات: الأول صراع أجيال بين أبناء الملك الراحل عبد العزيز آل سعود وبين أحفاده، والثاني صراع على النهج السياسي، بين تيار إصلاحي معتدل ومنفتح يقوده عبد الله، وآخر محافظ متشدد يقوده نايف وثالث فاسد مرتبط بأجهزة الاستخبارات الأميركية يتزعمه سلطان.

ولا بد من الإشارة هنا إلى حقيقة أخرى أثبتتها الممارسة في خلال العقود الماضية، تفيد بقدرة عائلة آل سعود على ضبط الخلافات والتناقضات داخلها، بل واحترام أمرائها للحدود في ما بينهم. لكن هناك من يتحدث عن أن هذا الأمر ظل صحيحاً إلى عام 1988، حين توفي الأمير محمد بن عبد العزيز، الذي كان يمارس دور عميد الأسرة الحاكمة أو المرجع المتمكن والحاسم لكل خلافاتها، ومن بعده أحيلت القضايا الاجتماعية والخلافات العائلية على مستوى الزواج والطلاق وما يوازيها من مشاكل للأمير سلمان، لكن لم يخلف الأمير محمد في شأن قضايا الخلاف الكبرى أحد.


ويبدو أن خلافات هذه الأسرة تجاوزت في خلال الفترة الماضية الحدود السعودية لتؤثر على أداء الرياض في مجموعة من الملفات، وبينها لبنان والعراق والعلاقة مع إيران وسوريا والعلاقة السنية الشيعية.

المصادر القريبة من أروقة القرار في السعودية تقول إن عبد الله يعدّ أضعف ملوك المملكة. عجز حتى عن حسم قضية ولاية العهد، وما هيئة البيعة التي ألّفها في 2006 سوى ترحيل لهذه المشكلة. لم يستطع حتى حماية الإصلاحيين، الذين انفتح عليهم، من نايف الذي كان يعمد إلى اعتقالهم.

أما سلمان (74 عاماً) فتصفه المصادر نفسها بأنه ذو وجهين؛ هو صديق المثقفين وفي الوقت نفسه على صلة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرةً إلى أنه مؤثر في قرار هيئة البيعة التي ألّفها الملك عبد الله لاختيار ولي العهد.

وتضيف إنه يحظى بتأييد العائلات الثرية وذات النفوذ التي استوطنت الرياض خلال السنوات الثلاثين الماضية»، مشيرةً إلى أن «هناك محاولة على ما يبدو لإقناع نايف، بالتنحي لمصلحة سلمان، لأسباب متعددة أولها أن وزير الداخلية، الذي يتحكم في الشرطة والمطاوعة (نحو 80 ألف عنصر معاً) طاعن في السن ويعاني مرض اللوكيميا، فضلاً عن أنه غير مرحّب به في واشنطن التي تصفه بالرجل الصعب .

وفي حديثها عن نايف، تصفه المصادر بأنه المتحكم في الأمن والداخلية، مشيرةً إلى أنه يأتي مباشرةً بعد سلطان في تولي العرش، وإلى أن نجمه قد صعد في الحرب التي شنها على تنظيم القاعدة وفي برنامج التأهيل الذي وضعه لمن سمّاها الفئة الضالّة من أجل إعلان التوبة. وتضيف إنه «متطرف ومؤيد شرس لهيئة الأمر بالمعروف، بل للمؤسسة الدينية التي تستفيد من دعمه لها ويستفيد من دعمها له .

وتؤكد المصادر نفسها أن سلطان، الذي يقود جيشاً من نحو 80 ألف عنصر وقوات جوية من نحو 20 ألفاً، هو حلقة الارتباط الرئيسية
ب(سي اي ايه)، مشيرةً إلى أنه أصبح عاجزاً وفاقداً للحيلة فيما ابناه، بندر، لا يمكن حسابه على والده لكونه قد فتح على حسابه، وخالد، الذي يبدو رجل أعمال أكثر منه رجل أمن وسياسة .

وتتابع أن المشهور عن بندر رعايته قاعدة العراق منذ أيام أبو مصعب الزرقاوي، وفتح الإسلام في لبنان، مشيرةً إلى أنّ جناح سلطان هو أكثر من تضرّر من حملة عبد الله لمكافحة الفساد فأقفلوا عليه مزاريب المال. توقفت العمولات، وحتى فواتير النفقات ما عادت تُدفع .

في المقابل إن أبناء فهد يحتلون الطرف النقيض لعبد الله. صحيح أن التحالف مع أميركا يعدّ قاسماً مشتركاً بينهم. لكن هؤلاء جمهوريّو الهوى. هم مع القضية الفلسطينية. وكلمة «مع» هنا لا تعني تحريرها من البحر إلى النهر، بل مراعاة منهم لجمهورهم السني السلفي الذي يقدس هذه القضية. وتضيف بانهم يستخدمون التيار السلفي لأخذ امتيازات سلطوية من الأميركيين في صراعهم مع عبد الله والمعتدلين .

و يؤكد المحللون ان هذا الخلاف سينعكس سلبا على الرياض ويضعف السعودية ففريق يأتي بحركة، فيقوم الآخر بعكسها.
رایکم
آخرالاخبار