۶۵۸مشاهدات
إضافة الى أن محل التفاوض اذا كان مهماً بالنسبة الى الأطراف المتحاورة فإنه ينبغي أن يخضع هو الآخر للتفاوض ولايحق لطرف واحد أن يفرض رأيه على الطرف الآخر بشأنه!
رمز الخبر: ۱۲۷۵۲
تأريخ النشر: 30 May 2013
شبكة تابناك الاخبارية: هناك مشكلة وهي أن الذين يريدون السلام والحوار في العراق نفسهم ضعيف ولايتمتعون بالحكمة بينما الذين يريدون الحرب يتمتعون بالاصرار والدهاء وهم يتحركون باتجاه تحقيق مآربهم بينما يفقد انصار السلام الكثير من قواعدهم لصالح دعاة الحرب.

تقدم الشيخ السعدي قبل اسبوع بمبادرة لحل الأزمة العراقية وبعد أيام قلائل سحبها وتحجج في اطار سحبها بدلائل منها على سبيل المثال ان الوقف الشيعي رفض انعقاد مؤتمر المصالحة في مرقد العسكريين الشريفين، وهي حجة مضحكة الى أبعد الحدود ذلك أن المكان هو يتبع لجهة معينة ولايحق التصرف به الا إذا أخذت الرخصة لذلك، كما لوأردت القيام بحفلة للزواج و"هو عمل خير" في الحضرة القادرية أو في مقام أبو حنيفة فإني لابد أن اطلب الرخصة لذلك من قبل الوقف السني لكي أحصل على جوابهم سيسمحوا لي القيام بهذا العمل أم لا؟

إضافة الى أن محل التفاوض اذا كان مهماً بالنسبة الى الأطراف المتحاورة فإنه ينبغي أن يخضع هو الآخر للتفاوض ولايحق لطرف واحد أن يفرض رأيه على الطرف الآخر بشأنه!

والحال اننا لانتصور بأن المحل هو شيئ أساسي ومصيري يكون سبباً لنجاح أو فشل المؤتمر لأن الغرض هو التوصل الى اتفاق بين الأطراف المتنازعة ولايهم بعد ذلك أن يكون هذا المكان في الشمال أم في الجنوب أو في الوسط المهم التوصل الى نتائج مرضية للأمة وتساهم في تحقيق الاستقرار للبلد.

لكن الشيئ الأكثر طرافة في حجج الشيخ السعدي بمايخص سحبه لمبادرته هو تحججه بالتفجيرات التي حدثت في مسجد السارية في بعقوبة بينما هذا التفجير كان لابد أن يزيد من اصرار الشيخ على الاستمرار في مبادرته وليس سحبها لأن الأمر واضح بأن الذين نفذوا هذه التفجيرات هدفهم كان هو تعطيل المبادرة ونسف أي جهد للمصالحة!

هذه التفجيرات كشفت بمالايدع الشك أن هناك طرفاً ثالثاً يعمل على تخريب الوضع بين السنة والشيعة وانه يجر البلد للحرب الأهلية وانه سيفعل كل مايمكن من أجل نسف أية مبادرة سلام بين الطرفين.

الذين قاموا بتفجير السارية هم الذين يقفون وراء فكرة "الاقليم السني" وهم أيضاً لن يسمحوا للشيخ السعدي بأن يأخذ زمام المبادرة من أيديهم ويحرمهم من فكرة الإقليم، فالشيخ السعدي هو من أبرز المعارضين لفكرة الإقليم وانه لودخل في مفاوضات مع الحكومة فإنه بلا شك سيحول دون إقامة هذا الإقليم لذا هم سيمنعونه بشتى الطرق والوسائل من تنفيذ فكرته.

صحيح أن أغلبية الداعين لفكرة "الإقليم السني" هم من عامة السنة لكنني لاأدعي بأن الذين يقفون وراء هذه الفكرة أو الذين روجوا لها هم سنة بل أحتمل أن يكونوا يهوداً وقطريين باعتبار أنهم المنفذين للمخطط الاسرائيلي في المنطقة.

فالشيخ محمد عياش الكبيسي وهو عميل المخابرات القطرية ومن أكبر الداعين لفكرة الإقليم السني وكذا الشيخ طه الدليمي عميل المخابرات السعودية هؤلاء يعرفون بالضبط أن فكرة الإقليم السني تعني الحرب الأهلية في العراق لكنهم يوهمون جماهير السنة بأن الإقليم سيحقق لهم الجنة على سطح الأرض.

فعامة الناس يقادون كالإبل الى حتوفهم وهم لايدركون بأن "الاقليم السني" يعني الحرب الاهلية ، يسألونهم من على منابر الجمعة: هل تريدون الإقليم فيجيب الجمع ..نعم نعم!! ويظنون بأن الإقليم السني هو مجرد الاعلان عن تشكيل منطقة تتمتع ببعض الصلاحيات الخاصة بها ، لكنهم لايدركون أن هناك خلافات حادة على حدود المحافظات والمدن والأقاليم لاتحل حتى لو وقعت عشرات الحروب.

فهناك اشكالات بما يخص حدود محافظة الانبار وكذلك بالنسبة للموصل وكذا الحال بالنسبة الى تلعفر علاوة على مشاكل الأقليات الدينية والقومية كالتركمان والايزديين والمسيحيين وعشرات المشاكل الأخرى التي لاتحل حتى في النزاعات الحربية.

انني عندما أسمع "بالإقليم السني" أتذكر يوغسلافيا وكيف تنازعت القوميات والإثنيات على حدود المناطق الإقليمية فيها "اعرفوا أن فكرة الاقليم السني هي فكرة صهيونية ويراد منها تقسيم العراق ، بل الهدف منها ادخال العراق في حرب أهلية".

أنا أدعو الحكومة وبقية أجهزة الدولة أن يسمحوا للجناحين الرئيسيين السنيين المتنازعين بشأن الأقليم السني أن يدخلوا في معمعة الحوار فيما بينهم ويناقشوا هذه الموضوعات مع جماهيرهم ويجيبوا على هذا التساؤل الأبرز كيف سيقيموا اقليمهم السني دون الدخول في حرب أهلية؟ وكيف سيقنعون بقية المحافظات بالنسبة الى حدودهم الجغرافية؟ هذا الموضوع بحاجة الى دراسات علمية وتاريخية من أجل انضاجه وليس عن طريق .. هل تريدون الإقليم السني .. يصرخ الجمع .. نعم نعم!
رایکم