۴۳۸مشاهدات
وقال ميلاني ان ايران استفادت من هذه الاحداث لايجاد " ممر المقاومة " الذي يبدا من الغرب من سوريا ولبنان ويصل من الشرق الى العراق وايران وافغانستان . كما ان فوز ائتلاف 8 مارس المنتمي لحزب الله في لبنان زاد من نفوذ ايران في هذا البلد .
رمز الخبر: ۱۱۲۲۷
تأريخ النشر: 15 January 2013
شبکة تابناک الأخبارية: اكد مركز "الدراسات الدولية والاستراتيجية" عدم وجود اي احتمال بان تتنازل ايران عن برنامجها النووي السلمي في المفاوضات المقبلة، معتبرا هذا البرنامج بانه "وسيلة لتحدي النظام الدولي الذي يخضع للهيمنة الاميركية".

وهذا ما تمخض عن الطاولة المستديرة التي عقدت تحت عنوان "استراتيجية ايران الاقليمية " وشارك فيها محسن ميلاني المدير التنفيذي لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية واستاذ جامعة جنوب كاليفورنيا وكريم سجادبور خبير معهد "كارنيغي" للسلام الدولي والخبير الايراني السابق في خلية الازمة الدولية بواشنطن وطهران ، وتمحورت حول نفوذ واستراتيجية ايران في الشرق الاوسط والتحديات والمشاكل التي تواجهها طهران وتلقيها من الاوضاع الراهنة في المنطقة . 

واتفق الخبيران على ان نفوذ ايران بلغ ذروته في المنطقة بين اعوام 2006 و 2010 حيث ان حزب الله لبنان خرج من عدوان عام 2006 الذي شنه الكيان الصهيوني عليه وهو اكثر قوة ، كما ان حماس نجحت في الهيمنة على قطاع غزة ، ووصل سعر برميل النفط الى 145 دولارا . هذا فضلا عن ان خروج القوات الاميركية من العراق ادى الى تشكيل حكومة شيعية لها علاقات ايديولوجية ومالية متينة مع ايران . 

وقال ميلاني ان ايران استفادت من هذه الاحداث لايجاد " ممر المقاومة " الذي يبدا من الغرب من سوريا ولبنان ويصل من الشرق الى العراق وايران وافغانستان . كما ان فوز ائتلاف 8 مارس المنتمي لحزب الله في لبنان زاد من نفوذ ايران في هذا البلد . 

واشار المشاركون في الطاولة المستديرة الى ان الثورات العربية التي تفجرت في بدايات عام 2011 غيرت من الافاق السياسية الايرانية بالمنطقة وحساباتها . فقد اعربت القيادة الايرانية في البداية بحسب ميلاني عن دعمها للثورات في تونس و مصر وليبيا والبحرين ووصفها ( قائد الثورة الاسلامية ) اية الله خامنئي بالثورات الاسلامية . لكن المشكلة بدات منذ ان طالت هذه الثورات سوريا في مارس 2011 وباتت طهران امام خيارين اولهما استمرار دعمها للاحتجاجات ، والثاني دعم حكومة الرئيس الاسد الحليف القديم لايران . 

واكد الخبيران على اهمية سوريا في الاستراتيجية الاقليمية الايرانية ، لان العلاقات بين البلدين تعود الى حقبة الثمانينيات حيث دعم الرئيس السوري حافظ الاسد ايران في الحرب المفروضة عليها من قبل العراق ، وفي المقابل دعمت طهران الاسد في الاحتجاجات التي اندلعت ب"حماة" عام 1982 واضاف : ان ايران استفادت خلال العقود الماضية من سوريا للتواصل مع منطقة الشرق الادني ودعم التيارات الاسلامية في لبنان عبر هذا الطريق لتحافظ على جبهتها في مواجهة الكيان الصهيوني . 

واشار ميلاني الى ان ايران تشعر بالقلق حيال مجيء دولة سنية الى سدة الحكم في سوريا حسب قوله مضيفا : امام ايران عدة خيارات للمحافظة على نفوذها في سوريا بعد الاسد ، لان بامكانها المحافظة على منافعها في حال عدم حصول اي تغيير على المؤسسات الامنية والعسكرية التي يهيمن عليها العلويون في سوريا . 

كما يعتقد ميلاني ان بامكان طهران الاستفادة من المؤسسات العلوية لتعزيز دور حزب الله في سوريا ويضيف : ان ايران تقوم حاليا في لبنان بدور فاعل لتعزيز نفوذها من خلال تنمية علاقاتها مع الجيش اللبناني . 

اما سجادبور فهو ايضا يشير الى قلق ايران من وصول حكومة سنية الى سدة الحكم في سوريا ويضيف ان الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي تدعم موقف ايران بشان سوريا لانها هي ايضا تشعر بالقلق حيال تطورات الاوضاع في سوريا ومدى تاثيرها على الاوضاع في محافظة الانبار السنية . 

ويعتقد سجادبور ان النزاع في سوريا هو حرب بالوكالة بين ثلاث جهات تتنافس لتعزيز وجهات نظرها بمنطقة الشرق الاوسط هي ، انموذج المقاومة الاسلامية الذي تتبناه ايران ،والانموذج السني السعودي وبالتالي الاسلام العلماني التركي . وهذا هو سر تأزم الاوضاع بين ايران وتركيا ووخامة حربها الباردة الاقليمية مع السعودية . كما ان النزاع في سوريا ادى الى فتور التعاون المتنامي بين ايران وقطر خلال الاعوام الماضية ، وبالنتيجة لم تبق سوى عمان للوساطة بين ايران وسائر القوى لاسيما اميركا . 

ورغم ذلك يرى الخبيران ان سوريا هي جزء من الحرب الباردة القائمة بين ايران والدول العربية المشاطئة للخليج الفارسي ، لان تنافسا خفيا يسود المنطقة منذ القديم يعود الى التنافس الطائفي بين ايران والعرب . 

ويعتقد سجاد بور ان الطائفية غير مؤثرة في توجهات ايران حيال دول الخليج الفارسي بقدر تاثير الازمات الموجودة بين العرب والايرانيين والكره الذي يكنه الايرانيون بشكل عام للسعودية . 

ويرى ميلاني من جانبه ان العداء مع اميركا هو الذي يحدد السياسة الايرانية حيال حكومات منطقة الخليج الفارسي والتي تعتبرها ايران حليفة اميركا . 

ويشدد الخبيران على ضرورة اهمية درك افكار القيادة في ايران على صعيد تقييمها للخيارات والخطوات التي تتخذها في المستقبل، حيث ان ايران ما زالت تعتبر اميركا تهديدا لها وتحدد منافعها في الشرق الادني على اساس ايديولوجيتها وليس مصالحها القومية وينصحان ايران بان تكف عن النزاع في الشرق الادني . 

وينفي ميلاني بان تكون منافع ايران مرتبطة بتدخلها في لبنان وسوريا ومعارضتها للكيان الصهيوني ، لكنه في نفس الوقت يعتقد بان وجهات نظر المؤسسات المختلفة في طهران مهمة ايضا . 

واخيرا وفي ظل التطورات الاقليمية والاستنتاجات المختلفة للتهديدات الايرانية يعتقد هذان الخبيران المقيمان في اميركا بانه لايوجد اي احتمال بان تتنازل ايران عن برنامجها النووي (السلمي) في المفاوضات ، لان الهدف من هذا البرنامج بالنسبة لايران ليس الحصول على القدرات النووية فحسب ، بل هو وسيلة للتصدي للسياسات الدولية التي تخضع للهيمنة الاميركية .


رایکم