۴۹۲مشاهدات
وفي النهاية يبقى الشيخ سلمان -وأي شيخ دين آخر- بشراً، يخطئ ويصيب، إلا أن العودة يبقى من شيوخ الدين القلة في يومنا هذا الذين نتمنى أن يبرز دورهم أكثر؛ كي يعبروا عن الدين الحق، لئلا يُترك ذلك لشيوخ الفضائيات وطالبي الشهرة!
رمز الخبر: ۱۱۱۸۵
تأريخ النشر: 14 January 2013
شبکة تابناک الأخبارية: وفقاً لما أفادته نشرة العروة الوثقی طالع آلاف السعوديين باهتمامٍ مقالاً للكاتبة جواهر بنت محمد آل ثاني، نشرته الخميس 3 يناير 2012 بصحيفة العرب القطرية تحت عنوان: (لماذا أحب الشيخ سلمان العودة؟).
 
وأوضحت الكاتبة، التي يبدو من اسمها أنها من أسرة آل ثاني القطرية الشهيرة، أسباب هذا الحب في مستهل مقالها قائلةً: "أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يناقش بهدوء ورقةٍ حتى تظن بأنه يخاف أن يجرح الآخر بكلماته! بعكس بعض شيوخ الدين، الذين تراهم يجاوبون السائلين والمحاورين بـ(صهٍ)، و(أفٍ)، و(صراخٍ)، حتى تظن بأنك تسألهم وتناقشهم في أمورهم الشخصية، لا في أمور الحياة والشريعة!".
وأضافت: "أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يلامس أمور الحياة والشباب بكلماته وردوده، فيجذب من حوله الناس بلا تكلف، أو اصطناع، مثل بعض الشيوخ، الذين يحاولون جذب الناس عبر مخاطبة كل حدث، حتى ولو كان ذلك بتسرع منهم، كي يحصدوا المزيد من الشهرة والحشود". 

وهذا نص المقال كما ورد بصحيفة العرب القطرية:

أحبُ الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يناقش بهدوءٍ ورقةٍ حتى تظن بأنه يخاف أن يجرح الآخر بكلماته! بعكس بعض شيوخ الدين الذين تراهم يجاوبون السائلين والمحاورين بصه وأف وصراخ، حتى تظن بأنك تسألهم وتناقشهم في أمورهم الشخصية لا في أمور الحياة والشريعة!
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يلامس أمور الحياة والشباب بكلماته وردوده، فيجذب من حوله الناس بلا تكلف أو اصطناع مثل بعض الشيوخ، الذين يحاولون جذب الناس عبر مخاطبة كل حدث حتى ولو كان ذلك بتسرع منهم كي يحصدوا المزيد من الشهرة والحشود.
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يعرف أن مهام أي داعية أو شيخ يتجاوز الوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى العمل والتعليم، ونراه يفعل ذلك في «وسم»، البرنامج الذي يقدمه بمساعدة الشباب والذي يتكون من حلقات قصيرة مليئة بالأفكار والقيم الحسنة المستمدة من الإسلام. وهكذا يكون الشيخ قد فعل عكس ما يفعل غيره ممن يلاحقون القنوات الفضائية والشهرة على حساب الإسلام!
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يعترف بخطئه، ويعتذر بعد ذلك، ولا يخجل من التغيير ومواكبة العصر والتقدم، بعكس الشيوخ الذين يتمسكون بآرائهم ولو كانت مبنية على أساس خاطئ!
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه لا يتحدث فقط عن صلاح الأخلاق واستقامة المؤمنين، بل يتكلم أيضاً عن فساد الحكام ولؤم التابعين، بعكس غيره الذين ينهرون الضعيف ويتركون القوي!
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه يمد يده للحوار والسلام لأي طائفة ومذهب، فيوصي بالسني والشيعي ويدعو للتعايش بينهما، ولا يقصي أو يحرض أحدهما على الآخر، كما يفعل بعض الشيوخ!
 
أحب الشيخ سلمان العودة في الله؛ لأنه رحيم، والرحمة أولى الصفات الواجب توافرها في أي إنسان، وخاصة شيوخ الدين، فالرسول كان رحمة للعالمين، وقد أنزل عليه القرآن رحمة به، والله الرحمن الرحيم الذي يسبق عفوه ورحمته عقابه وجبروته، فأين أولئك الشيوخ الذين لا ينفكون عن النهر والزجر والتكفير والفظاظة عن الرحمة وعن قوله تعالى: «وَلَوْ كُنْتَ فَظًاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»؟

أعترفُ بأن مقالي هذا أبعد ما يكون عن الحيادية، ولكني عندما أنظرُ لما وصلنا إليه من ظهور مستشيخ أو اثنين (أو أكثر ) كل يوم ومن إعطائهم هالة كبيرة لا يمكن المساس بها بحجة الدين، ينقبض قلبي ويؤلمني حالنا وحال التابعين والخاضعين لهم بشكل خاص! وقد خصصت مقالي هذا وجعلته عن الشيخ سلمان قاصدة ذلك على سبيل المثال لا الحصر، وللتدليل على شيخ دين يمثل الإسلام الحقيقي.

وفي النهاية يبقى الشيخ سلمان -وأي شيخ دين آخر- بشراً، يخطئ ويصيب، إلا أن العودة يبقى من شيوخ الدين القلة في يومنا هذا الذين نتمنى أن يبرز دورهم أكثر؛ كي يعبروا عن الدين الحق، لئلا يُترك ذلك لشيوخ الفضائيات وطالبي الشهرة!
رایکم